[نفي صفات المخلوقات عن الباري جل وعلا]
  تنبيه: وصفات اللّه تعالى الذاتية هي ذاته لا غيرها، بمعنى أن اللّه تعالى عالم بذاته، قادر بذاته، ونحو ذلك، لأنها لو كانت زائدة على الذات:
  * للزم أن يكون مع اللّه قدماء، وهو باطل.
  * وللزم أيضا أن يشبه المُحدَثات لأن صفاتها زائدة على ذواتها، فالحياة فينا مثلاً غير الحي لانتفاء الصفة مع بقاء الذات، واللّه تعالى ليس كذلك وليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
  المسألة السابعة: أن اللّه تعالى لا يشبه الأشياء.
  لأنه لو أشبهها للزم أن يكون مُحدثاً مثلها، وقد ثبت أنه قديم فيجب أن لا يشبهه شيءٌ؛ لأن المثلين لا يصح أن يكون أحدهما قديماً والآخر مُحدثاً، وقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ١١}[الشورى].
[نفي صفات المخلوقات عن الباري جل وعلا]
  تنبيه: وإذا تقرر أن اللّه تعالى ليس كمثله شيء؛ فيجب أن ينفى عنه جميع صفات الأجسام والأعراض، مثل: الحدوث والفناء، والجوارح والأعضاء، والتحيُّز والاستقرار والرؤية، والنزول والصعود، والكون في جهة، والغم والسرور، والألم واللذة، وأن يكون حالّاً أو محلاً، وغير ذلك؛ لأن تلك جميعها من صفات الأجسام والأعراض واللّه بخلافها ويتعالى عنها.
  وما ورد في بعض الآيات الكريمة مما يوهم ظاهرها التشبيه فهو من المتشابه، والواجب تأويله بما يصح معناه، ورده إلى الأدلة القطعية من العقل والمحكم من السمع، وقد قال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ} - أي أصله الذي يُرَد إليه ـ: {وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ٧}[آل عمران].