[معاني القدر]
  غِشَاوَةً}[الجاثية: ٢٣]، {وَفِي آذَانِنَا وَقْرٌ وَمِنْ بَيْنِنَا وَبَيْنِكَ حِجَابٌ}[فصلت: ٥]: عبارة عن سلب تنوير القلب الزائد على العقل الكافي، شبّه تعالى سلب التنوير بالختم والطبع، وشبّه حالهم حيث لم يعملوا بمقتضى ما سمعوا وأبصروا بمن في أذنيه وقر وفي بصره غشاوة ومن بينه وبين الناصح حجاب لا يبلغ إليه نصيحته.
  والتزيين: التحسين، زين لهم الشيطان أعمالهم، أي: المعاصي، وكذلك زين لكل أمة عملهم، أي: الطاعات زينها تعالى بما وعد عليها من الثواب، والسلامة من العقاب.
  والقضاء قد مر معناه في صدر المسألة.
[معاني القدر]
  والقدر على أحد معانٍ:
  ١ - منها: القدرة والإحكام، كقوله تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ٤٩}[القمر]، أي: كل شيء مخلوق لنا فهو بقدرة منا.
  ٢ - وبمعنى: العلم، كقوله تعالى: {يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ}[الشورى: ٢٧].
  ٣ - وبمعنى: القدْر، كقوله تعالى: {فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا}[الرعد: ١٧].
  ٤ - وبمعنى: الإعلام، كقول العجاج:
  واعلم بأن ذا الجلال قد قدر ... في الصحف الأولى التي كان سطر
  ٥ - وبمعنى: الأجل، كقوله تعالى: {إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢}[المرسلات].
  ٦ - وبمعنى: الحتم، كقوله تعالى: {وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا ٣٨}[الأحزاب].
  فيجوز أن يقال: الواجبات بقدَر اللّه تعالى بمعنى حتمه، لا بمعنى خلقه.
  ولا يجوز أن يقال: المعاصي بقدر اللّه تعالى بمعنى خلقها أو حتمها، خلافاً للمجبرة.