[معاني قدر - المشدد -]
  وفي الحديث «وهم خصماء الرحمن وشهود الزور وجنود إبليس».
  وهذه الأوصاف صادقة عليهم:
  * أما خصومة الرحمن فإذا احتج [اللّه] على العصاة، قالوا: أنت الذي خلقت فيهم العصيان.
  * وأما شهادة الزور فإذا خاطب اللّه الشياطين بما أضلوا عباده، قالوا: أنت الذي أضللتهم، فلا يجدون شاهداً إلا هذه الفرقة، ومن شابه قولها من المجوس.
  * وأما كونهم جنود إبليس؛ فلأنهم الذين يتعصبون له في قوله: بما أغويتني.
  وقد قال ÷: «صنفان من أمتي لا تنالهم شفاعتي لعنهما اللّه على لسان سبعين نبيئاً: القدرية والمرجئة»، قيل: وَمَنِ القدرية؟ قال: «قوم يعملون المعاصي ويقولون: إن اللّه قدَّرَها عليهم»، قيل: وَمَنِ المرجئة؟ قال: «الذين يقولون الإيمان قول بلا عمل»، وهذا صريح في أنهم هم القدرية، وقد روي غيره في هذا المعنى جنبنا اللّه الوبال ومراتع الضلال.
  المسألة الرابعة: أن اللّه تعالى لا يكلف أحداً من عباده ما لا يطيقه؛ لأنه قبيح، وقد ثبت أن اللّه تعالى لا يفعل القبيح.
  وقد قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة: ٢٨٦] والوسع دون الطاقة.
  المسألة الخامسة: أن اللّه تعالى لا يثيب أحداً إلا بعمله ولا يعذبه إلا بذنبه، لأن إثابة من لا يستحق الثواب تعظيم له وهو قبيح لا يجوز على اللّه، وتعذيب من لا ذنب له قبيح أيضاً لأنه ظلم واللّه تعالى لا يجوز عليه القبيح والظلم بحال.
  وقد قال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ٣٩}[النجم] وقال تعالى: {ولا تزر وازرة وزر أخرى}[الأنعام: ١٦٤] وغيرها.
  تنبيه:
  وحقيقة الثواب هي المنافع المستحقة على وجه الإجلال والتعظيم، فيخرج عنه الأعواض والتفضل فإنها حسنة عند كل عاقل وإن كانت لا تسمى ثواباً.
  وحقيقة العقاب هي المضار المستحقة على وجه الإهانة، فيخرج عنه المضار