الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الفصل الثالث في الوعد والوعيد]

صفحة 80 - الجزء 1

  وأين الكمال إذا تركهم محتارين مع علمه بأن الآراء لا تتفق، وأن القلوب لا تتحد، وأن الفتنة قد تنتشر، حاشا اللّه ورسوله، بل قد تركَنا على بيضاء واضحة، وغراء لائحة، ليلها كنهارها، وقد بين ما هو دون هذه المسألة بدُرجٍ بعيدة فما ظنك في هذه المسألة التي هي من أمهات مسائل أصول الدين وعليها تدور رحى الإسلام والشرائع والأحكام، بل قد بينها أوفى بيان، ونوّه بذكر خليفته الوصي # في كل أوان في مواقف عديدة ومدة مديدة، كقوله ÷: «وأبوهما خير منهما»، وكحديث البساط، والعمامة، والراية، والرمانة، والطائر، والسطل، والعقيق، والكوكب، وقل هو اللّه أحد، وحديث لو أن الغياض أقلام، وخبر المؤاخاة، والأخبار الدالة على عصمته #، والخبر المروي في قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ٢١٤}⁣[الشعراء]، وقصة براءة، وفتح خيبر، والموارثة، والأخبار الدالة على أنه سيد العرب، وأنه خلق من نور النبي ÷، وعلي مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي، وحديث المناشدة، وأحاديث الإثني عشر من الصحابة، وغير ذلك، وإن من الأدلة على إمامته # بعد رسول اللّه ÷ بلا فصل ما تواتر معنى من الأخبار المصرحة بالإمامة من رواية الموالف والمخالف ما لا يسعه هذه الأوراق وإن تعامى عنه من تعامى:

  وليس يصح في الأفهام شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل

  وقد سبقت الإشارة إلى شيءٍ من ذلك، وناهيك أنه # في محاسن أخلاقه وخلائقه وفواضله وفضائله قد فاق الكل من الصحابة كما قال الشاعر:

  فلو لم يكن نص لقدّمه الفضل ... ... الخ

  وأما الإجماع: فقد انعقد إجماع أهل البيت $ على أنه الإمام بعد رسول اللّه ÷ بلا فصل وإجماعهم حجة قاطعة كما ثبت ذلك في مواضعه.

  المسألة الثامنة: أن الإمام بعد علي # ابنه الحسن #.

  المسألة التاسعة: أن الإمام بعد الحسن أخوه الحسين @.