الموعظة الحسنة،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الفصل الثالث في الوعد والوعيد]

صفحة 81 - الجزء 1

  والدليل على صحة ما ذهبنا إليه في هاتين المسألتين من أربع جهات:

  * إحداها: قول النبي ÷: «الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا، وأبوهما خير منهما»، وهذا الخبر مما أجمعت عليه العترة وهو نص صريح في إمامتهما @.

  * وثانيها: أن كل واحد منهما قام ودعا وهو جامع لخصال الإمامة فاستحقها بل زادا @ على الأئمة من أولادهما بالعصمة وغيرها من الفضائل.

  * ثالثها: إجماع العترة $ على إمامتهما @ بعد أبيهما، وإجماعهم حجة.

  * رابعها: أنهما أفضل الأمة بعد أبيهما بإجماع العترة، وأكملها وأكثرها علماً وعملاً وورعاً ونجدةً وغير ذلك مما يوجب لهما الإمامة من العقل والنقل مما لا يحتمله هذا الموضع، وقد سبقت الإشارة إلى شيء من ذلك.

  المسألة العاشرة: أن الإمامة بعد الحسنين @ في سائر العترة $ فقط، من قام ودعا من أولاد الحسنين وهو جامع لخصال الإمامة.

  والدليل على حصرها فيهم: الكتاب والسنة والإجماع وحجة العقل.

  * أما الكتاب فقوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ١٢٤}⁣[البقرة] ولم تقع العصمة بعد أهل الكساء إلا لجماعة العترة $ إذ كانوا أهلاً للإمامة بتأهيل اللّه لهم، وهذه الآية دالة على إمامة العترة كما هي دالة على إمامة علي والحسنين $ لأنه قد ثبت أن الأفضل أولى بالإمامة من المفضول.

  وقوله تعالى: {لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ}⁣[الحج: ٧٨] أي ولاة وحكاماً على الناس كما كان الرسول ÷ كذلك، وقوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ}⁣[فاطر: ٣٢] وهاتان الآيتان مختصتان بالعترة $، والسابق بالخيرات هو الإمام الشاهر سيفه في جهاد أعداء اللّه تعالى.