العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في التقوى والمتقين

صفحة 118 - الجزء 1

  والقناعة بالقليل، والاستعداد للرحيل).

  ٥ - كان الإمام علي # يقول: (إن المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تفكر، وإذا تكلم ذكر، وإذا استغنى شكر، وإذا أصابته شدة صبر، فهو قريب الرضا، بعيد السخط، يرضيه عن اللّه ø اليسير، نيته في الخير مغموسة، ينوي كثيراً من الخير، فيتلهف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به، والمنافق إذا نظر لها، وإذا سكت سهى، وإذا تكلم لغا، وإذا أصابته شدة طغا، فهو قريب السخط، بعيد الرضا، يسخطه من اللّه اليسير، ولا يرضيه الكثير، نيته في الشر مغموسة، ينوي كثيراً، ويعمل بطائفة منه، فيتلهف على كثير ما فاته من الشر، كيف لم يعمل به، وعلى لسان المؤمن نور يسطع، وعلى لسان المنافق شيطان ينطق).

  ٦ - قال الإمام علي #: (أَلَا وَإِنَّ التَّقْوَى مَطَايَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَيْهَا أَهْلُهَا وَ أُعْطُوا أَزِمَّتَهَا فَأَوْرَدَتْهُمُ الْجَنَّةَ).

  ٧ - قال الإمام علي #: (أُوصِيكُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَى اللَّهِ الَّتِي هِيَ الزَّادُ، وَبِهَا الْمَعَاذُ، زَادٌ مُبْلِغٌ وَمَعَاذٌ مُنْجِحٌ، دَعَا إِلَيْهَا أَسْمَعُ دَاعٍ، وَوَعَاهَا خَيْرُ وَاعٍ، فَأَسْمَعَ دَاعِيهَا، وَفَازَ وَاعِيهَا. عِبَادَ اللَّهِ، إِنَّ تَقْوَى اللَّهِ حَمَتْ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ مَحَارِمَهُ، وَأَلْزَمَتْ قُلُوبَهُمْ مَخَافَتَهُ حَتَّى أَسْهَرَتْ لَيَالِيَهُمْ، وَأَظْمَأَتْ هَوَاجِرَهُمْ، فَأَخَذُوا الرَّاحَةَ بِالنَّصَبِ، وَالرِّيَّ بِالظَّمَإِ، وَاسْتَقْرَبُوا الْأَجَلَ فَبَادَرُوا الْعَمَلَ، وَكَذَّبُوا الْأَمَلَ فَلَاحَظُوا الْأَجَلَ).

  ٨ - قال الإمام علي #: (فَمَنْ أَشْعَرَ التَّقْوَى قَلْبَهُ بَرَّزَ مَهَلُهُ، وَفَازَ عَمَلُهُ، فَاهْتَبِلُوا هَبَلَهَا، وَاعْمَلُوا لِلْجَنَّةِ عَمَلَهَا، فَإِنَّ الدُّنْيَا لَمْ تُخْلَقْ لَكُمْ دَارَ مُقَامٍ، بَلْ خُلِقَتْ لَكُمْ مَجَازاً؛ لِتَزَوَّدُوا مِنْهَا الْأَعْمَالَ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ، فَكُونُوا مِنْهَا عَلَى أَوْفَاز⁣(⁣١)، وَقَرِّبُوا الظُّهُورَ لِلزِّيَالِ).

  ٩ - قال الإمام علي #: (الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْثِرَ الصِّدْقَ حَيْثُ يَضُرُّكَ عَلَى الْكَذِبِ حَيْثُ يَنْفَعُكَ، وَأَلَّا يَكُونَ فِي حَدِيثِكَ فَضْلٌ عَنْ عَمَلِكَ، وَأَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ فِي حَدِيثِ غَيْرِكَ).

  ١٠ - قال الإمام علي #: (اعْلَمُوا عِبَادَ اللَّهِ أَنَّ التَّقْوَى دَارُ حِصْنٍ عَزِيزٍ، وَالْفُجُورَ دَارُ حِصْنٍ ذَلِيلٍ: لَا يَمْنَعُ أَهْلَهُ، وَلَا يُحْرِزُ مَنْ لَجَأَ إِلَيْهِ، أَلَا وَبِالتَّقْوَى تُقْطَعُ حُمَةُ الْخَطَايَا، وَبِالْيَقِينِ تُدْرَكُ الْغَايَةُ الْقُصْوَى).


(١) أَوْفَازٍ، أي: استعجال