العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في التقوى والمتقين

صفحة 134 - الجزء 1

  ٥٣ - ما يصنع العبدُ بعِز الغني ... والعِزُّ كُلُّ العِز للمُتقي

  من عرف الله فلم تُغْنِهِ ... معرفةُ الله فذاك الشقي

  ٥٤ - مَنْ كانَ يعلمُ أنّ الموتَ يُدركهُ ... والقبرَ مسكنُه والبعثَ يُخْرِجُهُ

  وأنه بين جناتٍ مُزخرفةٍ ... يومَ القيامةِ أو نارٍ ستُنْضِجُهُ

  فكُلّ شيء سِوَى التقوى به سَمِجٌ ... ومَن أقامَ عليه منه أسْمَجُهُ

  ترَى الذي اتخذَ الدنيا له وطنًا لم ... يدْرِ أنّ المنايا سوف تُزْعِجُهُ

  ٥٥ - مقَام الْمُتَّقِينَ غَدا جليل ... يطيب لَهُم مَعَ الْحور المقيل

  وأنوار عَلَيْهِم مشرقات ... إِذا ناداهم الْملك الْجَلِيل

  ٥٦ - وَمِنْ أَضْيَعِ الأَشْيَاءِ مُهْجَةُ ذِي التُّقَى ... يَجُوزُ عَلَى جَوْبَائِهَا حُكْمُ جَائِر

  ٥٧ - ونَفسَكَ فازْجُرْها عَن الغَي والخَنَا ... ولا تَتَّبْعها فَهْيَ أُسُ المَفَاسِد

  وحَاذِرْ هَواهَا مَا اسْتطعَتَ فَإِنَّهُ ... يَصُدُّ عَن الطاعاتِ غَيْرَ المُجَاهِد

  وإن جهادَ النَّفس حَتْمٌ على الفتى ... وإنَّ التُّقىَ حَقًّا لِخَيْرُ المقَاصِد

  فإنْ رُمْتَ أن تُحْظى بنَيْل سعادةٍ ... وَتُعْطى مَقَامَ السالكينَ الأَمَاجِد

  فبادِرْ بِتَقْوَى الله واسْلُكْ سبيلها ... وَلاَ تَتَّبعْ غَيَّ الرجيم المُعَانِد

  وإِيَّاكَ دُنْيا لا يَدُومُ نَعِيْمُهَا ... وإنكَ صَاحِ لَسْتَ فيها بِخَالِد

  تَمَسَّكَ بِشَرعِ اللهِ وَالْزَمْ كِتَابهُ ... وبِالعِلمِ فاعْمَلْ تَحْوِ كُلَّ المَحَامِد

  ٥٨ - قِفْ بالقُبُور ونادِ المُسْتِقرَّ بِهَا ... مِنْ أعْظُمٍ بَليَتْ فيها وأجْسَاد

  قَوَمٌ تَقَطَّعَتِ الأسْبَابُ بَينَهُوا ... بَعْدَ الوصَالِ فَصَارُوا تَحْتَ ألْحَاد

  واللهِ لَو بُعْثَرُوا يَومًا ولَو نُشِرُوا ... قَالُوا بأن التُّقَى مِنْ أعْظِم الزَّاد

  ٥٩ - حَيَاتُكَ في الدُّنْيَا قَلِيْلٌ بَقَاؤُهَا ... وَدُنْيَاكَ يَا هَذَا شَدِيْدٌ عَنَاؤُهَا

  وَلا خَيْرَ فيْهَا غَيْرَ زَادٍ مِنَ التَّقَى ... يَنَالُ بِهِ جَنَّاتُ عَدْنٍ وَمَاؤُهَا

  بَلَى إِنَّهَا لِلْمُؤْمِنِيْنَ مَطِيَّةٌ ... عَلَيْهَا بُلُوغُ الخَيْرِ والشَّرُ دَاؤُهَا

  وَمَنْ يَزْرَعُ التَّقْوى بِهَا سَوْفَ يَجْتَنِي ... ثِمَارًا مِنَ الفِرْدَوْسِ طَابَ جَنَاؤُهَا

  نُؤَمِلُ أَنْ نَبْقَى بِهَا غَيْرَ أَنَّنَا ... عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ المَمَاتَ انْتَهَاؤُهَا