العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثانيا: أحاديث في فضل الصوم و رمضان

صفحة 182 - الجزء 1

  يا أهل الجنة أنصفونا، يارب ما بلغ بعبادك هذه المنزلة؟ فيقول الله ø لهم: إنهم كانوا يقومون الليل وكنتم تنامون، وكانوا يصومون وكنتم تأكلون، وكانوا ينفقون وكنتم تبخلون، وكانوا يقاتلون وكنتم تجبنون».

  ١٤ - وفي أمالي أبي طالب #: عن علي #، قال: خطب رسول اللّه ÷ في آخر جمعة من شهر شعبان، فحمد اللّه وأثنى عليه، ثم قال: «أيها الناس، إنه قد أظلكم شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر رمضان، فرض اللّه ø صيامه، وجعل قيام لَيْلَة منه بتطوع صلاة كمن تطوع سبعين ليلة فيما سواه من الشهور. وجعل لمن تطوع فيه بخصلة من خصال الخير والبر كأجر من أدى فريضة من فرائض اللّه ø فيما سواه. ومن أدى فريضة من فرائض اللّه ø فيه كمن أدى سبعين فريضة من فرائض اللّه ø فيما سواه من الشهور، وهو شهر الصبر، وإن الصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وهو شهر يزيد اللّه تعالى فيه في رزق المؤمن. ومن فَطَّر فيه مؤمناً صائماً، كان له عند اللّه ø بذلك عتق رقبة، ومغفرة لذنوبه فيما مضى، فقيل له: يا رسول الله، ليس كلنا يقدر على أن يُفَطِّر صائماً. فقال: إن اللّه تعالى كريم يعطي هذا الثواب من لا يقدر إلا على مذقة من لَبَنٍ يفطر بها صائماً، أو بشربة من ماء عذب، أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك. ومن خفف فيه عن مملوكه، خفف اللّه ø حسابه، فهو شهر أوَّلُه رحمة، ووسطه مغفرة، وآخره إجابة وعتق من النار، ولا غنى بكم عن أربع خصال خصلتان ترضون اللّه تعالى بهما وخصلتان لا غنى بكم عنهما، أما اللتان ترضون اللّه تعالى بهما فشهادة أن لا إله إلا اللّه، وأني رسول الله، وأما اللتان لا غنى بكم عنهما، فتسألون اللّه تعالى فيه حوائجكم والجنة، وتسألون اللّه تعالى العافية، وتتعوذون به من النار».

  ١٥ - وفي أمالي أبي طالب #: عن علي #، قال: قال رسول اللّه ÷: «من هجم عليه شهر رمضان صحيحاً سليماً فصام يومه، وصلى ورداً من ليله، وحفظ فرجَه ولسانه، وكَفَّ يده، وغَضَّ بصره، وحافظ على صلاته مجموعة، وشهد جُمَعَه، ثم بَكَّر إلى عيده حتى يشهده، فقد استكمل الأجر، وصام الشهر، وأدرك ليلة القدر، وانصرف بجائزة الرب ø».