ثالثا: أقوال في الحسد
  ٤١ - لا شيء أشبه بالمظلوم من الحاسد.
  ٤٢ - الحاسد يستحق الرثاء على نفسه والشفقة عليه مما ألم به.
  ٤٣ - الحاسد لا ينال من المجالس إلا مذمة وذلاً، ولا ينال من الملائكة إلا لعنة وبغضاً، ولا ينال من الخلق إلا جزعاً وغماً، ولا ينال عند النزع إلا شدة وهولاً، ولا ينال عند الموقف إلا فضيحة ونكالاً.
  ٤٤ - وعن حاتم: إن الكاذب كلب أهل النار، والحاسد خنزير أهل النار، والمغتاب، والنمام، قردة أهل النار.
  ٤٥ - عن أمير المؤمنين علي #، أنه قال: خمسة من خمسة محال، الهيبة من الفقير محال، والنصيحة من الحاسد محال، والأمن من العدو محال، والصدقة من المنافق محال، والوفاء من المرأة محال.
  ٤٦ - قال الإمام القاسم الرسي #: إياك والحسد فإن للحسد نفرة على صاحبه مضرة، فأبرده عند اضطرام تسعُّره، بكثرة التبكيت، وتعريفه صغر صاحبه الممقوت.
  يا بني فإن الحاسد لا يدرك في حسده نقيرا، ولو أزيح عن المحسود ما حسده عليه لم يظفر منه قطميرا، وليس من أحد من المخلوقين إلا وعليه من الله نعمة ظاهرة أو مكتتمة، أصناف مقتسمة، صغير ما يولي الله العبد منها ويبليه، ويهب له ويعطيه، منصحته، وطول عافيته، وما يصرف عنه من البلوى، خير له من ما بين الأرض والسماء. يا بني: وكم من ذي نعمة متجددة، يحسده مَن دونه على نعمة منتكِّدة، ولو أشعر نفسه ما يجب عليه من شكر المنعم، كان ذلك أزيد للنعم وأصرف للمُلِمّ.
  ٤٧ - قال الإمام القاسم الرسي #: في الحسد ست خصال: طول الاغتمام بما لا يجدي، وكثرة الاهتمام بما لا يغني، وتكدير المعاش، والخساسة عند الأخيار والأوباش، وحرقة القلب، ومضآدة الرب.
  ٤٨ - قال ابن مسعود: لا تعادوا نعم الله ø. قيل: ومن يعادي نعم الله؟ قال: الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله.
  ٤٩ - عن أنس بن مالك أنه مرّ على ديار خربةٍ خاوية، قال: هذه أهلكها وأهلك أهلها البغي والحسد، إن الحسد ليطفئ نور الحسنات، والبغي يصدِّق ذلك أو يكذبه، فإذا حسدتم فلا تبغوا.