العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في الحسد

صفحة 235 - الجزء 1

  ٥٠ - قال بعضهم لولده إياك والحسد فإنه يبين عليك ولا يبين على عدوك.

  ٥١ - يا ابن آدم لم تحسد أخاك؟ فإن كان الذي أعطاه لكرامته عليه فلم تحسد من أكرمه الله؟ وإن كان غير ذلك فلم تحسد من مصيره إلى النار؟

  ٥٢ - من نتائج الحسد كثرة المكر والخديعة، فإن الحاسد أبدا ماكر خادع، وإن لم يظهر ذلك فيه.

  ٥٣ - أمهات الخطايا ثلاث: الحسد، والحرص، والكبر. وزِيدَ: النوم، والراحة، وحب المال، وحب المَحمَدةِ، وحب الرئاسة.

  ٥٤ - أول ما عصى الله به في السماء والأرض الحسد والحرص. ذهبوا إلى أن إبليس حسد آدم فلم يسجد له، وحرص آدم على الخلود فأكل من الشجرة، وحسد ابن آدم أخاه حين تقبِّل منه قربانه فقتله.

  ٥٥ - ليس في خلال الشر أشر من الحسد، لأنه قد يقتل الحاسد قبل أن يصل إلى المحسود.

  ٥٦ - الحسد شؤم واعتباره لؤم يقضي الأشباح ويضني الأرواح ويورث الأرق ويحدث القلق ويكدر غدران رفاهية العيش ويشعل نيران السفاهة والطيش وإن الحسود مجروح في جلده متألم مظلوم في برده ظالم معارض لله في مشيئته معترض عليه في قضيته يعيش محروماً ويبيت مغموماً مدفوع في الدنيا إلى الكرب والتلف وممنوع في العقبى من القربى والزلف لا تعمل شعلة القابس في الحطب اليابس ما يعمله الحسد بجسد صاحبه وبدن راكبه يشرب دمه ويأكل لحمه ويمشمس عظمه ويجعله معرضاً للكروب ومبغضاً إلى القلوب فجدير بالانسان أن يفر من الحسد فوق فراره من الأسد.

  ٥٧ - قال أعرابي: ما رأيت ظالماً أشبه بمظلوم من حاسد، إنه يرى النعمة عليك نقمة عليه.

  ٥٨ - الحسد لا يؤثر إلا في أصحابه كالنار تأكل بعضها البعض إن لم تجد ما تأكله.

  ٥٩ - قال الإمام المهدي احمد بن يحيى المرتضى #: الغل والحقد بمعنى واحد، وقد نهى الله سبحانه عنه بقوله: {وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا}⁣[الحشر ١٠]، ونحوها، وهو أمر متوسط بين الحسد والعداوة، وهو إرادة نزول ضرر بالمؤمن، أو فوت نفع عنه، فالحسد: كراهة المنفعة، والغل: إرادة نزول المضرة أو فوت المنفعة،