العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الحسد

صفحة 240 - الجزء 1

  لا يحسد المرء إلا من فضائله ... بالعلم والحلم أو بالفضل والجود

  ومما يؤمر الكريم باجتنابه ... جار سوء ملاصق لجنابه

  ٣٢ - لي جار شخصه ... أكسير أوصاف المعايب

  حسداً لجيرة فيه ... وعداوات الأقارب

  ليته لم يعنني ... لم يكن عون النوائب

  ٣٣ - لا يحزننك فقر إن عراك ولا ... تتبع أخا لك في مال له حسدا

  فإنه في رخاء معيشته ... وأنت تلقى بذاك الهم والنكدا

  ٣٤ - كأنَّما الدَّهر قد أغرى بنا حسداً ... ونعمة الله مقرونٌ بها الحسد

  ٣٥ - جامل عدوّك ما استطعت فإنّه ... بالرّفق يطمع في صلاح الفاسد

  واحذر حسودك ما استطعت فإنّه ... إن نمت عنه فليس عنك براقد

  إنّ الحسود وإن أراك تودّدا ... منه أضرّ من العدوّ الحاقد

  ولربّما رضي العدوّ إذا رأى ... منك الجميل فصار غير معاند

  ورضا الحسود زوال نعمتك التي ... أوتيتها من طارف أو تالد

  فاصبر على غيظ الحسود فناره ... ترمي حشاه بالعذاب الخالد

  ٣٦ - دَعْ الْحَسُودَ وَمَا يَلْقَاهُ مِنْ كَمَدِهِ ... كَفَاك مِنْهُ لَهَيْبُ النَّارِ فِي جَسَدِهْ

  إنْ لُمْت ذَا حَسَدٍ نَفَّسْت كُرْبَتَهُ ... وَإِنْ سَكَتَّ فَقَدْ عَذَّبْته بِيَدِهْ

  ٣٧ - عَلَيْكَ بِتَقْوى اللهِ يِا نَفْسُ سَرْمَدَا ... وَلاَ تُلْحِقِي بِالخَلْقِ ضُرّاً تَعَمُّدَا

  وَلاَ تَحْسِدِي حَيّاً وَلَوْ جَارَ واعْتَدَى ... عَلَيْكَ فَمَا يَحْيَى البُغَاةُ مُخَلَّدَا

  تَدُوْرُ عَلَى البَاغِي الدَّوَائِرُ عنوةً ... وَيَحْيَى سَعِيْدَ ذُوْ الفَضِيْلَةِ أَمْجَدَا

  وَكُلُّ حَسُودٍ يَنْخَرُ الحِقْدُ قَلْبَهُ ... يَذُوْبُ كَشَمْعٍ فِي سَعِيْرٍ تَوَقَّدَا

  يَعِيْشُ وَنَارُ الغَيْضِ تُحْرِقُ كَبِدَهُ ... وَإِنْ مَاتَ أَضْحَى الجَمْرُ فِيه مُجَدَّدَا

  فَجَازِ أَخَا فَضْلٍ وَرَاعِ ذِمَامَهُ ... وَسَامِحْ عَدُواً إِنْ قَلاَكَ وَنَدَّدَا

  فَإِنّي رَأَيْتُ الفَضْلَ خَيْرَ ذَخِيْرَةٍ ... لِمَنْ رَامَ قَبْلَ المَوْتِ أَنْ يَتَزَوَّدَا