ثالثا: أقوال في الصدق والكذب
  وشهادة الزور، وهو يصف عباده الناجين، ويخبر سبحانه وهو ينهى عن الكذب أحد كبائر الذنوب التي يعذب عليها المعذبين: {وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا}[الفرقان ٧٢]، ولكفى بقول الله: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ} نهياً عن الكذب لمن كان ذا عقل من أولي الألباب، فلو لم ينزل الله عن ذلك نهياً لكان الكذب منكراً، قولاً كان الكذب أو شهادة أو خبراً، ولكان ينبغي أن يتركه من كان ذا نسب وحسب حراً.
  ١٢ - لكل شيء حلية، وحلية المنطق الصدق.
  ١٣ - الصدق عمود الدين، وركن الأدب، وأصل المروءة، ولا تتم هذه الثلاثة إلا به.
  ١٤ - أحسن الكلام ما صدق فيه قائله، وانتفع به سامعه.
  ١٥ - ما السيف في يد الشجاع بأعز له من الصدق.
  ١٦ - لو صور الصدق لكان أسداً يروع، ولو صور الكذب لكان ثعلباَ يروغ.
  ١٧ - لا يستغني حال من الأحوال عن الصدق والصدق مستغن عن الأحوال كلها، لو صدق عبد فيما بينه وبين الله تعالى حقيقة الصدق لاطلع على خزائن من خزائن الغيب، ولكان أميناً في السماوات والأرض.
  ١٨ - الموت مع الصدق خير من الحياة مع الكذب.
  ١٩ - خصلتان إذا كانا في عبد كان سائر عمله تبعا لهما حسن: الصلاة، وصدق الحديث.
  ٢٠ - لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق، وطلب الحلال.
  ٢١ - الصدق ميزان الله الذي يدور عليه العدل، والكذب مكيال الشيطان الذي يدور عليه الجور.
  ٢٢ - من شرف الصدق أن صاحبه يصدق على عدوه، ومن دناءة الكذب أن صاحبه يكذب وإن كان صادقا.
  ٢٣ - الصدق يرفع المرء في الدارين والكذب يهوي به في الحالين، ولو لم يكن في الصدق خصلة تحمد، إلا أن المرء إذا عرف به قبل كلامه عند من يسمعه، لكان الواجب على العاقل أن يبلغ مجهوده في رياضة لسانه، حتى يستقيم له على الصدق ومجانبة الكذب والعيّ في بعض الأوقات خير من النطق، لأن كل كلام أخطأ صاحبه موضعه فالعيّ خير منه، والصدق نجاة وشرف.