رابعا: أشعار في الغيبة والنميمة
  ٥ - وفي الناس من يُغرِي الوَرَى بِلِسَانِهِ ... وبَينَ البَرايَا لِلنَّمِيمَةِ يَحْمِلُ
  يَرَى أنَّ في حَمْلِ النَّمِيمَةِ مَكْسَبًا ... تَراهُ بها بَينَ الوَرَى يَتأكَّلُ
  وَفي الناس أفَّاكٌ حَيُولٌ مُخَادِعٌ ... غَشُومٌ ظَلُومٌ مَاكِرٌ مُتَحَيِّلُ
  ٦ - يُشَارِكُكَ المُغْتَابُ في حَسَنَاتِهِ ... وَيُعْطِيْكَ أَجْرَيْ صَوْمِهِ وَصَلاتِه
  وَيَحْمِلُ وِزْرًا عَنْكَ ظَنَّ بِحَملِهِ ... عَنْ النُّجْبِ مِنْ أبْنَائِهِ وَبَنَاتِه
  فَكَافِيْهِ بِالحُسْنَى وَقُلْ رَبِّ جَازِهِ ... بِخَيْرٍ وَكَفِّرْ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِه
  فَيَا أَيُّهَا المُغْتَابُ زِدْنِي فَإِنْ بَقِيْ ... ثَوَابُ صَلاةٍ أَوْ زَكَاةٍ فَهَاتِه
  فَغَيْرُ شَقِيٍّ مَنْ يَبِيْتُ عَدُوُّهُ ... يُعامِلُ عَنْهُ الله في غَفَلاَتِه
  فَلا تَعْجَبُوا مِنْ جَاهِل ضَرَّ نَفْسَهُ ... بإمْعَانِهِ في نَفْعٍ بَعْضِ عُدَاتِه
  وَأَعْجَبُ مِنْهُ عَاقِلٌ بَاتِ سَاخِطًا ... عَلى رَجُلٍ يُهْدِي لَهُ حَسَنَاتِه
  وَيَحْمِلُ مِنْ أوْزَارِهِ وَذُنُوبِهِ ... وَيَهْلَكُ في تَخْلِيْصِهِ وَنَجَاتِه
  فَمَنْ يَحْتَمِلْ يَسْتَوْجِبِ الأجْرَ وَالثَّنَا ... وَيُحْمَدُ في الدُّنْيَا وَبَعْدَ وَفَاتِه
  وَمَنْ يَنْتَصِفْ يَنْفَخْ ضِرَاًمًا قَدْ انْطَفَى ... وَيَجْمعُ أَسْبَابَ المَسَاوِيْ لِذَاتِه
  فَلاَ صَالِحٌ يُجزى بهِ بَعْدَ مَوْتِهِ ... وَلا حَسَنٌ يُثْنَى بِهِ في حَيَاتِه
  يَظَلَّ أَخُو الإنْسَانِ يأْكُلُ لَحْمَهُ ... كَمَا في كِتَابِ اللهِ حَالَ مَمَاتِه
  وَلاَ يَسْتَحِي مِمَّنْ يَرَاهُ وَيَدَّعِي ... بأنَّ صِفَاتِ الكَلبِ دُوْنَ صِفَاتِه
  وَقَدْ أَكَلاَ مِنْ لحْمِ مَيْتٍ كِلاَهُمَا ... وَلَكَنْ دَعَا الكَلْبَ اضْطِرَارُ اقْتِيَاتِه
  تَسَاوَيْتُمَا أَكْلاً فَأَشْقَاكُمَا بِهِ ... غَدًا مَنْ عَلَيْهِ الخَوْفُ مِنْ تَبعاَتِه
  وَمَا لِكَلامٍ مَرَّ كَالرِّيْحِ مَوْقِعٌ ... فَيَبْقَى على الإنْسَانِ بَعْضُ سِمَاتِه
  ٧ - لا أبغض الناس إلا عند معصية ... فإن تولت توارى البغض للعدم
  إذا سمعت حديثا من رويبضة ... أظهرت أني مصاب الأذن بالصمم
  ولست أصغى لنمام هوايته ... قطع الصلات وتفريق لذي الرحم
  ٨ - لَا تَلْتَمِسْ مِنْ مَسَاوِي النَّاسِ مَا سَتَرُوا ... فَيَكْشِفُ اللَّهُ سِتْرًا مِنْ مَسَاوِيكَا
  وَاذْكُرْ مَحَاسِنَ مَا فِيهِمْ إذَا ذُكِرُوا ... وَلَا تَعِبْ أَحَدًا مِنْهُمْ بِمَا فِيكَا
  وَاسْتَغْنِ بِاَللَّهِ عَنْ كُلٍّ فَإِنَّ بِهِ ... غِنًى لِكُلٍّ وَثِقْ بِاَللَّهِ يَكْفِيكَا