العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعأ: أشعار في بر الوالدين

صفحة 296 - الجزء 1

  يَغُشُّهُمَا فِي الأَمْرِ هَانَ وَطَالَمَا ... أَفَاآ عَلَيْهِ النُّصْحَ وَانْتَحَلاهُ

  يَسُرُّهُمَا أَنْ يَهْجُرَ الْقَبْرَ دَهْرَهُ ... وَأَنَّهُمَا مِنْ قَبْلِهِ نَزَلاهُ

  وَلَوْ بِمُشَارِ الْعَيْنِ يُوْحِيْ إِلَيْهِمَا ... لَوْ شَكْ اعْتِزَالِ الْعَيْشِ لاعْتَزَلاهُ

  يَوَدَّانِ إِكْرَامًا لَوْ انْتَعَلَ السُّهَا ... وَإِنْ حَذِيَا السَّلاءَ وَانْتَعَلاهُ

  يَذُمُّ لِفَرْطِ الْغَيِّ مَا فَعَلا بِهِ ... وَأَحْسِنْ وَأَجْمِلْ بِالذِّي فَعَلاهُ

  يَعُدَّانِهِ كَالصَّارِمِ الْعَضْبِ فِي الْعِدَا ... بِظَنِّهِمَا وَالذَّابِلَ اعْتَقَلاهُ

  وَيُؤْثِرُ فِي السِّرِّ الْكَنِينِ سَوَاءَهُ ... فَيَنْقُلُهُ عَنْهُ وَمَا نَقَلاهُ

  ١١ - ذكر أن شابًا كان مكبًا على اللهو واللعب، لا يفيق عنه، وكان له والد صاحب دين كثيرًا مَا يعظ هذا الابن ويقول له: يا بني احذر هفوات الشباب وعثراته فإن لله سطوات ونقمات مَا هي من الظالمين ببعيد، وكان إذا ألح عليه زاد فِي العقوق، وجار على أبيه، ولما كان يوم من الأيام ألح على ابنه بالنصح على عادته، فمد الولد يده على أبيه، فحلف الأب بالله مجتهدًا ليأتين بيت الله الحرام، فيتعلق بأستار الكعبة، ويدعو على ولده فخرج حتى انتهى إِلَى البيت الحرام فتعلق بأستار الكعبة وانشأ يقول:

  يَا مَنْ إِلَيْهِ أَتَى الْحُجَّاجُ قَدْ قَطَعُوا ... عُرْضَ الْمَهَامِهِ مِنْ قُرْبٍ وَمِنْ بُعْد

  إِنِّي أَتَيْتُكَ يَا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ ... يَدْعُوهُ مُبْتَهِلا بِالْوَاحِدِ الصَّمَد

  هَذَا مُنَازِلٌ لا يَرْتَدُّ عَنْ عُقَقِي ... فَخُذْ بِحَقِّي يَا رَحْمَانُ مِنْ وَلَدِي

  وشِلَّ مِنْهُ بِحَوْلٍ مِنْكَ جَانِبَهُ ... يَا مَنْ تَقَدَّسَ لَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَلِد

  فقيل: إنه ما استتم كلامه حتى يبس شق ولده الأيمن. نعوذ بالله.

  ١٢ - دخل إلى جعفر بن القاسم بن جعفر بن سليمان الهاشمي أعرابي، فسأله جعفر عن بنيه فقال:

  إنّ بنّي خيرهم كالكلب ... أبرّهم أولعهم بسبّي

  لم يغن عنهم أدبي وضربي ... فليتني كنت عقيم الصّلب

  ١٣ - رضى أحد الشعار عن ابنه فقال:

  رأيت رباطا حين تمّ شبابه ... وولىّ شبابي ليس في برّه عتب

  إذا كان أولاد الرجال حزازةً ... فأنت الحلال الحلو والبارد العذب