العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في الأخوة

صفحة 320 - الجزء 1

  ٢٦ - يحيى بن معاذ: ليكن حظ المؤمن منك ثلاث خصال، حتى تكون من المحسنين: إن لَمْ تنفعه فلا تضره، وإن لم تسره فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه.

  ٢٧ - وفي كتاب الأحكام: وبَلَغَنَا أَنَّ رَجُلاً أَتَى الْحُسَيْنَ بن عَلِيٍّ # فِيْ حَاجَةٍ فَسَأَلَهُ أَنْ يَقُوْمَ مَعَهُ فِيْهَا فَقَالَ: إِنِّي مُعْتَكِفٌ، فَجَاءَ إِلَى الْحَسَنِ بن عَلِيٍّ # فَقَالَ إِنِّي أَتَيْتُ أَبَا عبد الله فِيْ حَاجَةٍ لِيَقُوْمَ مَعِيَ، فَقَالَ: إِنِّي مُعْتَكِفٌ، فَقَامَ مَعَهُ الْحَسَنُ فِيْ حَاجَتِهِ، وَجَعَلَ طَرِيْقَهُ عَلَى الْحُسَيْنِ @ ثُمَّ قَالَ: يَا أَخِي، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَقُوْمَ مَعَ أَخِيْكَ فِيْ حَاجَتِهِ؟ فَقَالَ: إِنِّي مُعْتَكِفٌ، فَقَالَ الْحَسَنُ #: لأَنْ أَقُومَ مَعَ أَخِي الْمُسْلِمِ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ اعْتِكَافِ شَهْرٍ.

  ٢٨ - الأخوة عزة وقوة، وهي تمثل امتزاج روح بروح وتصالح قلب مع قلب.

  ٢٩ - الإخوة في الله رباط إيماني يقوم على منهج رباني، فالمؤمن من استجاب لنداء ربه، وعمل بأمره: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.

  ٣٠ - أول عمل عمله الرسول ÷ بعد الهجرة هو بناء المسجد الذي يرمز إلى توحيد الله وتوحد المسلمين ثم آخا بين المهاجرين والأنصار بين الأغنياء والفقراء فكانت قوة ونعمة ووحدة وأخوة.

  ٣١ - روي أن أنّ رجلا من عبد القيس قال لابنه: أي بنيّ، لا تؤاخ أحدا حتّى تعرف موارد أموره ومصادرها، فإذا استطبت منه الخبر، ورضيت منه العشرة، فآخه على إقالة العثرة والمواساة عند العسرة.

  ٣٢ - كانت الحكماء تقول: إنّ ممّا يجب للأخ على أخيه مودّته بقلبه، وتزيّنه بلسانه، ورفده بماله، وتقويمه بأدبه، وحسن الذّبّ والمدافعة عن عيبته.

  ٣٣ - من أمثال الحكماء: ربّ أخ لم تلده أمّك.

  ٣٤ - عَنْ أبي ذر أنَّه قَالَ: الصَاحِب الْخَيِّرُ خَيْر من الوحدة، والوحدة خَيْر من جلَيْسَ السُّوء، ومملي الْخَيْر خَيْر من الساكت، والساكت خَيْر من مملي الشَّر.

  ٣٥ - قَالَ بَعْض الحكماء: عداوة العاقل أقل ضررًا من مودة الأحمق لأن الأحمق ربما ضر وَهُوَ يقدر أن ينفع لعدم تمييزه بين النفع والضر فيتجاوز الحد، والعاقل لا