ثالثا: أقوال في الأخوة
  من مال تكنزه، وكلمة بالحق تقولها في الله تكتب لك بها طاعة الله فلا تجهل من الحق، ولا تنس نصيبك من الجنة، فإن الله دعا عباده إلى الجنة واشترى منهم نفوسهم، فمن باع نفسه بدون الثمن الذي رضى الله له خسرها، فالله الله عباد الله، فما أقرب ما توعدون، وما أبعد ما تؤملون، وتباعدوا إلى الله من طول الأمل ترونه قرب الأجل، فإنه من قتل في سبيل الله كان عند الله حياً مرزوقاً، وكتبه الله شهيداً صديقاً، إنما يدعوكم إلى الفوز العظيم، والنعيم المقيم.
  ١٩ - أخ لك كلّما لقيك ذكّرك بحظّك من الله خير لك من أخ كلّما لقيك وضع في كفّك دينارا.
  ٢٠ - قيل: إن الأحنف بن قيس كتب مع رجل إلى صديق له: «أمّا بعد، فإذا قدم عليك أخ لك موافق، فليكن منك مكان سمعك وبصرك، فإنّ الأخ الموافق أفضل من الولد المخالف، ألا تسمع إلى قول الله ø لنوح في شأن ابنه: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ} يقول: ليس من أهل ملّتك. فانظر إلى هذا وأشباهه. فاجعلهم كنوزك وذخائرك، وأصحابك في سفرك وحضرك، فإنّك إن تقرّبهم تقرّبوا منك، وإن تباعدهم يستغنوا بالله ø والسّلام».
  ٢١ - عن معاذ بن جبل قال: إذا أحببت أخاك فلا تماره ولا تشاره ولا تسأل عنه، فعسى أن توافق له عدواً فيخبرك بما ليس فيه فيفرق بينك وبينه.
  ٢٢ - المؤمن مرآة أخيه إن رأى فيه ما لا يعجبه سدّده وقوّمه، وحاطه وحفظه في السّرّ والعلانية. إنّ لك من خليلك نصيبا وإنّ لك نصيبا من ذكر من أحببت. فثقوا بالأصحاب والإخوان والمجالس.
  ٢٣ - عن مجاهد أن معاذ بن جبل قال: إذا لقي المسلم أخاه فتبسم في وجهه تحاتت خطاياهم بينهما.
  ٢٤ - نظام الفتوة احتمال عثرات الإخوان، وحسن تعهد الجيران.
  ٢٥ - قال، سفيان بن الحسين: كنت جالساً مع إياس بن معاوية. فمر رجل، فنلت منه. فقال: أسكت. ثم قال: يا سفيان، هل غزوت العام الروم؟ قلت: لا. قال: هل غزوت الترك؟ قلت: لا. قال: فسلم منك الروم، وسلم منك الترك، ولم يسلم أخوك المسلم! فما عدت إلى ذلك بعده.