رابعا: أشعار في الأخوة
  ولله قلب ثوى راقداً ... عن الموت والموت لا يرقد
  تردد في غفلة سادراً ... وباب المنية لي مرصد
  وأوصيك لا تك مثل امرئ ... يقول ويدعو ولا يسعد
  حثثت على الخير فاعمل به ... ولا تلف يوماً به تقعد
  ١٠ - تكاشرني كرهاً كأنك ناصح ... وعينك تبدي أن صدرك لي دوي
  لسانك لي حلو وقلبك علقم ... وشرك مبسوط وخيرك ملتوي
  عدوك يخشى صولتي إن لقيته ... وأنت عدوي ليس ذاك بمستوي
  فليت كفافاً كان خيرك كله ... وشرك عني ما ارتوى الماء مرتوي
  ١١ - قوم هم كدر الحياة وسقمها ... عرض البلاء بهم علي وطالا
  يتآكلون ضغينة وخيانة ... ويرون لحم الغافلين حلالا
  وهم غرابيل الحديث إذا وعوا ... سراً تقطر منهم إرسالا
  لما أتوا خليت وجه طريقهم ... وحللت عنهم من يدي عقالا
  ورددت راحلة العتاب كليلة ... ووضعت عن أبدانها الأثقالا
  ورقدت ملء العين في فرش القلا ... وشربت من ماء الفرات زلالا
  ١٢ - النصح من رخصه في الناس مجان ... والغش غال له في الناس أثمان
  والعدل بور وأهل الجور قد كثروا ... وللظلوم على المظلوم أعوان
  تحاسد الناس والبغضاء ظاهرة ... والناس في غير ذات الله إخوان
  والعلم فاش وقل العاملون به ... والعاملون لغير الله قران
  ١٣ - كتب ابن المعتز إلى يحيى بن علي من سر من رأى:
  يا نازحاً أخرجت من ذكره ... قد ذاق قلبي منك ما خافا
  فابخل بإخوانك واستبقهم ... لا تنفق الإخوان إسرافا
  يا ليت شعري هل رأى بعدنا ... أمثالنا في الناس من طافا
  فأجابه يحيى:
  من أنفق الإخوان إسرافا ... أتلف حزم الرأي إتلافا
  وفارق الألاف والعيش لا ... يحلو لمن فار ألافا