العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الأخوة

صفحة 327 - الجزء 1

  وَمَنْ لَمْ يُرِدْ إِلاَّ خَلِيلاً مُهَذَّبًا ... فَلَيْسَ لَهُ فِي العَالِمِيْن خَلِيْلُ

  ٣٨ - إِلْبَسْ عَلَى النَّقْصِ مَنْ تُصَاحِبُه ... يَدُمْ لَكَ الْوُدُ عِنْدَهُ أَبَدَا

  وَقَارِبْ النَّاسَ عَلَى عُقُولِهِمْ ... أَوْ لا فَعِشْ فِي الأَنَامِ مُنْفَرِدَا

  ٣٩ - مَا صَاحِبُ الْمَرْءِ مَنْ إِنْ زَلَّ عَاقَبَهُ ... بَلْ صَاحِب الْمَرْءِ مَنْ يَعْفُوا إِذَا قَدِرَا

  فَإِنْ أَرَدْتَ وِصَالاً لا يكدِّرُهُ ... هَجْرٌ فَكُنْ صَافِيًا لِلْخِلِ إِنْ كَدِرَا

  ٤٠ - إِذَا مَا كُنْتَ مُعْتَقِدًا صَدِيقًا ... فجربْهُ بِأَحْوَالٍ ثَلاِث

  مُشَارَكَة إِذَا مَا عَنَّ خَطْبٌ ... وَإِسْعَافٌ بِعَيْنٍ أَوْ أَثَاث

  وَسِرُّكَ فَأْتَمِنْهُ عَلَيْهِ وَانْظُرْ ... أَيَكْتُمُ أَمْ يُذِيعُ بِلا اكْتِرَاث

  فَإِنْ صَادَفْتَ مَا تَرْضَى وَإِلا ... فَإِنَّ الْمَرْءَ ذَا عُقَدِ رِثَاث

  ٤١ - بِمَنْ يَثِقُ الإِنْسَانُ فِيمَا يَنُوبُهُ ... وَمِنْ أَيْنَ لِلْحُرّ الْكَرِيمِ صِحَابُ

  وَقَدْ صَارَ هَذَا النَّاسُ إِلا أَقَلَهُمْ ... ذِئَابًا عَلَى أَجْسَادِهِنَّ ثِيَابُ

  تَغَابَيْتُ عَنْ قَوْم فَظَنُّوا غَبَاوَةً ... بِمَفْرق أَغْبَانَا حَصَى وَتُرَابُ

  إِلَى اللهِ أَشْكُو أَنَّنَا بِمَنَازِلٍ ... تَحَكَّمُ فِي أسَادِهِنَّ كِلابُ

  ٤٢ - وَرُبَّ أَخٍ لَمْ يُدْنِهِ مِنْكَ وَالِدٌ ... أَبَرُّ مِن ابْنِ الأُمِّ عِنْدَ النَّوَائِب

  وَرُبَّ بَعِيدٍ حَاضِرٌ لَكَ نَفْعُهُ ... وَرُبَّ قَرِيبٍ شَاهِدٌ مِثْلَ غَائِب

  ٤٣ - غَايضْ صَدِيقَكَ تَكْشِفْ عَنْ ضَمَائِرِهِ ... وَتَهْتَكِ السِّتْر عَنْ مَحْجُوبِ أَسْرَار

  فَالْعُودُ يُنْبِيكَ عَنْ مَكْنُونِ بَاطِنِهِ ... دُخَّانهُ حِينَ تُلْقِيهِ عَلَى النَّار

  ٤٤ - فَلا تُلْزِمَنَّ النَّاسَ غَيْرَ طِبَاعِهِمْ ... فَتَتْعَبَ مِنْ طُول الْعِتَاب وَيَتْعَبُوا

  فَتَارِكْهُمُ مَا تَارَكُوكَ فَإِنَّهُمْ ... إلى الشَّرِ مُذْ كَانُوا عَنْ الْخَيْرِ أَقْرَبُ

  وَلا تَغْتَرر مِنْهُمْ بِحُسْنِ بَشَاشَة ... فَأَكْثَرُ إِيمَاضِ الْبَوَارق خُلَّبُ

  ٤٥ - وَصَاحِبٌ لِي كَدَّاءِ الْبَطْنِ صُحْبَتُهُ ... يَوَدَّنِي كَوِدَادِ الذِّئْبِ لِلرَّاعِي

  يُثْنِي عَليَّ جَزَاهُ اللهُ صَالِحَةً ... ثَنَاءَ هِنْدٍ عَلَى رَوْحِ بنِ زِنْبَاع

  ٤٦ - إِنِّي لأَعْرِفُ فِي الرِّجَالِ مُخَادِعًا ... يُبْدِي الصَّفَاءَ وَوِدُّهُ مَمْذُوقُ

  مِثْلُ الْغَدِيرِ يُرِيك قُرْبَ قَرَارِهِ ... لِصَفَائِهِ وَالْقَعْرُ مِنْهُ عَمِيقُ