العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الأخوة

صفحة 332 - الجزء 1

  وأخو الانبساط يخشى انقلاباً ... من صديق يضيع حق الإخاء

  وإذا ما الصديق عاد عدواً ... فهو مستفرهٌ من الأعداء

  ٨١ - من يكرم الناس يكرموه ... ومن يهنهم يجد هوانا

  ومن يقل عثرة يقلها ... ومن يعن لم يزل معانا

  كان أخا صاحباً زمانا ... فمال عن وصلنا وخانا

  تاه علينا، وصدّ عنّا ... فما نراه ولا يرانا

  ٨٢ - يُوَاعِدُنِي مَوَاعِدَ كَاذِبَاتٍ ... تَمُرُّ بِهَا رِيَاحُ الصَّيْفِ دُونِي

  فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ أَخِي بِحَقٍّ ... فَأَعْرِفُ مِنْك غَثِّي مِنْ سَمِينِي

  وَإِلَّا فَاطَّرِحْنِي وَاِتَّخِذْنِي ... عَدُوًّا أَتَّقِيكَ وَتَتَّقِينِي

  فَإِنَّك لَوْ تُعَانِدُنِي شِمَالِي ... عِنَادَك مَا وَصَلْتُ بِهَا يَمِينِي

  إذًا لَقَطَعْتُهَا وَلَقُلْتُ بِينِي ... كَذَلِكَ أَجْتَوِي مَنْ يَجْتَوِينِي

  ٨٣ - قُلْ لِلَّذِي لَسْتُ أَدْرِي مِنْ تَلَوُّنِهِ ... أَنَاصِحٌ أَمْ عَلَى غِشٍّ يُدَاجِينِي

  إنِّي لَأُكْثِرُ مِمَّا سُمْتَنِي عَجَبًا ... يَدٌ تَشُجُّ وَأُخْرَى مِنْك تَأْسُونِي

  تَغْتَابُنِي عِنْدَ أَقْوَامٍ وَتَمْدَحُنِي ... فِي آخَرِينَ وَكُلٌّ عَنْكَ يُنْبِينِي

  هَذَانِ أَمْرَانِ شَتَّى بَوْنُ بَيْنِهِمَا ... فَاكْفُفْ لِسَانَك عَنْ ذَمِّي وَتَزْيِينِي

  لَوْ كُنْت أَعْلَمُ مِنْك الْوُدَّ هَانَ عَلَيَّ ... بَعْضُ الَّذِي قَدْ أَصْبَحْت تُولِينِي

  لَا أَسْأَلُ النَّاسَ عَمَّا فِي ضَمَائِرِهِمْ ... مَا فِي ضَمِيرِي لَهُمْ مِنْ ذَاكَ يَكْفِينِي

  أَرْضَى عَنْ الْمَرْءِ مَا أَصْفَى مَوَدَّتَهُ ... وَلَيْسَ بِشَيْءٍ مِنْ الْبَغْضَاءِ يُرْضِينِي

  وَاَللَّهِ لَوْ كَرِهَتْ كَفِّي مُصَاحَبَتِي ... لَقُلْت إذْ كَرِهَتْ يَوْمًا لَهَا بِينِي

  ثُمَّ انْثَنَيْت عَلَى الْأُخْرَى فَقُلْت لَهَا ... إنْ تُسْعِدِينِي وَإِلَّا مِثْلَهَا كُونِي

  إنِّي كَذَاك إذَا أَمْرٌ تَعَرَّضَ لِي ... خَشِيت مِنْهُ عَلَى دُنْيَايَ أَوْ دِينِي

  خَرَجْت مِنْهُ وَعِرْضِي مَا أُدَنِّسُهُ ... وَلَمْ أَقُمْ غَرَضًا لِلنَّذْلِ يَرْمِينِي

  وَمُلَطِّفٍ بِي مُدَارٍ ذِي مُكَاشَرَةٍ ... مُغْضٍ عَلَى وَغَرٍ فِي الصَّدْرِ مَكْنُون

  لَيْسَ الصَّدِيقُ الَّذِي تُخْشَى بَوَادِرُهُ ... وَلَا الْعَدُوُّ عَلَى حَالٍ بِمَأْمُون