رابعا: أشعار في الأخوة
  يَلُومُنِي النَّاسُ فِيمَا لَوْ أُخَبِّرُهُمْ ... بِالْعُذْرِ فِيهِ يَوْمًا لَمْ يَلُومُونِي
  ٨٤ - إذَا مَا الْمَرْءُ كَانَ لَهُ صَدِيقٌ ... فَبِرُّ صَدِيقِهِ فَرْضٌ عَلَيْه
  وَإِنْ عَنْهُ الصَّدِيقُ أَقَامَ يَوْمًا ... فَوَجْهُ الْبِرِّ أَنْ يَسْعَى إلَيْه
  وَإِنْ كَانَ الصَّدِيقُ قَلِيلَ مَالٍ ... يَضِيقُ بِذَرْعِهِ مَا فِي يَدَيْه
  فَمِنْ أَسْنَى فِعَالِ الْمَرْءِ أَنْ لَا ... يَضِنَّ عَلَى الصَّدِيقِ بِمَا لَدَيْهِ.
  ٨٥ - يكفيك من قومٍ شواهد أمرهم ... فخذ عفوهم قبل امتحان السّرائر
  فإن امتحان القوم يوحش بينهم ... ومالك إلا ما ترى في الظواهر
  وإنك إن كشفت لم تر طائلا ... وأبدي لك التكشيف خبث الضمائر
  ٨٦ - وَكَمْ مِنْ عَدُوّ صَارَ بَعْدَ عَدَاوَةِ ... صَدِيقًا مُجِلاً فِي الْمَجَالِسِ مُعَظِّمَا
  وَلا غُرْوَ فَالْعَنْقُودُ مِنْ بَعْد كَرْمِهِ ... يُرَى عِنَبًا مِنْ بَعْدِ مَا كَانَ حِصْرِمَا
  ٨٧ - جَامِلْ أَخَاكَ إِذَا اسْتَربْتَ بِوِدِّهِ ... وَانْظُرْ بِهِ عُقْبَى الزَّمَانِ يُعَاوِدُ
  فَإِنْ اسْتَمَرَّ عَلَى الْفَسَادِ فَخَلَّهِ ... فَالْعُضْوُ يُقْطَعُ لِلْفَسَادِ الزَّائِد
  ٨٨ - النَّاسُ شَتَّى إِذَا مَا أَنْتَ ذُقْتَهُمُ ... لا يَسْتَوُونَ كَمَا لا تَسْتَوِي الشَّجَرُ
  هَذَا لَهُ ثَمَرٌ حُلْوٌ مَذَاقَتُهُ ... وَذَاكَ لَيْسَ لَهُ طَعْمٌ وَلا ثَمَرُ
  ٨٩ - إذا كنت في كلّ الأمور معاتبا ... صديقك لم تلق الّذي لا تعاتبه
  فعش واحدا أو صل أخاك فإنّه ... مقارف ذنب مرّة ومجانبه
  إذا أنت لم تشرب مرارا على القذى ... ظمئت وأيّ النّاس تصفو مشاربه
  ٩٠ - ثِلاثُ خِصَالِ للصَّدِيقِ جَعلتُهَا ... مُضَارعَةً للصَّوْمِ والصَّلوات
  مُوَاسَاتُهُ والصَّفحُ عَنْ عَثَراتِهِ ... وتَرْكُ ابْتِذَالِ السِّرِّ فِي الخَلَوات