العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الدنيا

صفحة 375 - الجزء 1

  رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْيا كَثيراً، ... وَكَثرَةُ ذِكْرِها للقَلْبِ تُقْسِي

  كأنكَ لا تَرَى بالخَلْقِ نَقْصاً ... وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِ شمسِ

  وطالِبِ حاجَةٍ أعْيَا وَأكْدَى ... ومُدركِ حاجةٍ في لينِ لمسِ

  ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَى شَجِيّاً ... يُسيغُ شَجَاهُ إلاّ بالتّأسّي

  ١٥ - إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَا لوِ اجتهَدُوا ... فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ الله مُفترِسُ

  إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِ اجتَهَدوا ... أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَ ما حبسُوا

  إنّ المَنِيّةَ حَوْضٌ أنْتَ تَكرَهُهُ، ... وأَنْتَ عمَّا قليلٍ فيهِ منغَمِسُ

  ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِ اقتَتَلُوا، ... كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْ عُرُسُ

  إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُ ضَحِكُوا ... وَإنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُ عَبَسُوا

  ما لي رَأيْتُ بَني الدّنيا وَإخوَتَهَا، ... كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَا درسُوا

  مَا بالُ مَنْ عرَفَ الدُّنْيَا الدَّنيَّةُ لاَ ... يَنكَفّ عن غَرَضِ الدّنيا ويَنقَبِضُ

  ١٦ - نَبْغِي منَ الدُّنْيَا الغِنَى فيزيدُنَا ... فَقْراً ونطلُبُ أنْ نَصِحَّ فنمرضَا

  ١٧ - أيَا بَانِيَ الدُّنْيَا لِغيْرِكَ تَبْتَنِي ... ويَا جامِعَ الدُّنيَا لِغَيْرِكَ تَجمع

  لا تلبَسِ الدنيا، فإنّ لباسَها ... سَقَمٌ، وعَرِّ الجسمَ من أثوابها

  أنا خائفٌ من شرّها، متوقِّعٌ ... إكآبَها، لا الشّرْبَ من أكوابها

  ١٨ - إنَّما الدُّنيا فَنَاءٌ ... ليس للدنيا ثبوت

  إِنّما الدُّنيا كَبَيْتٍ ... نسجتهُ العنكبوت

  وَلَقَدْ يَكْفِيكَ مِنْهَا ... أيها الطالب قوت

  و لعمري عن قليلٍ ... كُلُّ من فيها يموتُ

  ١٩ - يا مؤثر الدنيا على دينه ... والتَّائِهَ الحَيْرَانَ عَنْ قَصْدِهِ

  أَصْبَحْتَ تَرْجُو الخُلْدَ فيها وَقَدْ ... أبرز ناب الموت عن حده

  هَيْهَاتَ إِنَّ المَوْتَ ذو أَسْهُمٍ ... من يرمه يوماً بها يرده

  لا يصلح الواعظ قلبَ امرءٍ ... لَمْ يَعْزمِ اللَّهُ على رُشْدِه

  ٢٠ - تُؤَمِّلُ في الدُّنْيا طويلاً ولا تدري ... إِذا حَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعْيشُ إلى الفَجْرِ

  فكم مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِنْ غَير عِلَّةٍ ... و كم من عليل عاش دهراً إلى دهر

  وَكَمْ مِنْ فَتىً يُمْسِي وَيُصْبِحُ آمِنا ... وَقَدْ نُسِجَتْ أَكْفَانُهُ وَهْوَ لاَ يَدْرِي

  ٢١ - دَعِ الحِرْصَ عَلَى الدُّنْيَا ... وَفي العَيْشِ فَلاَ تَطْمَعْ

  وَلاَ تَجْمَعْ مِنَ المَالِ ... فلا تدري لمن تجمع

  وَلاَ تَدْرِيِ أَفِي أَرْضِـ ... ـك أم في غيرها