العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 458 - الجزء 1

  وَكَمْ قَائِلٍ واحَسْرَتَا لَيْتَ أَنَّنَا ... نُرَدُّ إِلَى الدُنْيَا نُنِيْبُ وَنَرْهَبُ

  فُحُثُوْا مَطَايَا الأرْتِحَالِ وَشَمِّرُوْا ... إلى اللهِ والدَّارِ التِيْ لَيْسَ تَخْرُبُ

  فَمَا أَقْرَبَ الآتِي وأَبْعَدَ مَن مَضَى ... وَهَذَا غُرابُ البَيْنِ بالدَّارِ يَنْعُبُ

  ولو أنا إذا متنا تركنا لكان الموت غاية كل حي ... ولكنا إذا متنا بعثنا ويسأل ربنا عن كل شيء

  ٥٣ - نسيتُ الموتَ فيمَا قدْ نسِيتُ ... كأنّي لا أرَى أحَداً يَمُوتُ

  أليسَ الموْتُ غايةَ كلّ حيٍّ ... فَمَا لي لاَ أُبادِرُ مَا يفوتُ

  ٥٤ - أتيت القبور فناديتها ... أين المعظم والمحتقر

  فصمّوا جميعاً فما مخبر ... وماتوا جميعاً ومات الخبر

  تروح وتغدو بنات الثرى ... فتفني محاسن تلك الصور

  فيا سائلي عن أناس مضوا ... أما لك فيمن مضى معتبر

  ٥٥ - مَا لِلْمَقابِرِ لا تُجِيْـ ... ـبُ إِذا دَعاهُنَّ الْكِئَيْبُ

  حُفَرٌ مُسَتَّرَةٌ عَلَيْـ ... ـهِنَّ الْجَنادِلُ وَالْكَثِيْبُ

  فيهِنَّ ولْدانٌ وَأَطْـ ... ـفَالٌ وَشُبانٌ وَشِيْبُ

  كَمْ مِنْ حَبِيْبٍ لَمْ تَكُنْ ... نَفْسِي بِفُرْقَتِهِ تَطِيْبُ

  غادَرْتُهُ في بَعْضِهِنَّ ... مُجَدَّلاً وَهُوَ الْحَبيبُ

  وَسَلَوْتُ عَنْهُ وَإِنَّما ... عَهْدِي بِرْؤْيَتِهِ قَرْيبُ

  ٥٦ - قد نغص الموت على الحياه ... إذ لا أرى منه لحي نجاه

  من جاور الموتى فقد أعبد الد ... دار وقد جاور قوماً جفاه

  ما أبين الأمر ولكنني ... أرى جمع الناس عنه عماه

  لو علم الأحياء ما عاين ال ... موتى إذاً لم يستلذوا الحياه

  ٥٧ - الموتُ في كُلِّ حِينٍ يَنْشُرُ الْكَفَنَا ... ونَحْنُ في غَفْلَةٍ عما يُرَادُ بِنَا

  لا تَطْمَئِنَّ إلى الدُّنْيَا وَبَهْجتها ... وإنْ تَوَشَّحْتَ مِنْ أَثْوَابِهَا الحَسَنَا

  أَيْنَ الأَحِبَّةُ والجِيرانُ ما فَعلُوا ... أينَ الذين هُمُ كانُوا لَنَا سَكَنَا

  سَقَاهُم الموتُ كأسًا غَيْرَ صَافِيَةً ... فَصَيَّرَتْهُمْ لأطْبَاقِ الثَّرَى رُهُنَا