رابعا: أشعار في الموت
  قد طالما أكلوا دهرا وما شربوا ... فأصبحوا بعد ذاك الأكل قد اكلوا
  ٧٨ - يا كثير الرقاد والغفلات ... كثرة النوم تورث الحسرات
  إن في القبر إذ نزلت إليه ... لرقادا يطول بعد الممات
  أأمنت الثبات من ملك المو ... ت أم أنادي مناد بالبينات
  ٧٩ - خرجت من الدنيا وقامت قيامتي ... غدا يثقل الأشخاص حمل جنازتي
  وتضحك أهلي حول قبري وصيروا ... خروجي وتعجيلي إليه كرامتي
  كأنهم لم يعرفوا قط صورتي ... عليهم غدا يأتي كيومي وساعتي
  ٨٠ - هب أنك قد ملكت الأرض ... ودان لك العبادُ فكان ماذا
  أليس إذن مصيرك جوف قبر ... ويحثي التُرب هذا ثم هذا
  ٨١ - كأنك بالمضي إلى سبيلك ... وقد جد المجهز في رحيلك
  وجيء بغاسل فاستعجلوه ... بقولهم له أفرغ من غسيلك
  ولم تحمل سوى كفن وقطن ... إليهم من كثيرك أو قليلك
  وقد مد الرجال إليك نعشا ... فأنت عليه ممدود بطولك
  "وصلوا ثم إنهم تداعوا ... لحملك من بكورك أو أصيلك
  فلما أسلموك نزلت قبرا ... ومن لك بالسلامة في نزولك
  أعانك يوم تدخله رحيم ... رؤوف بالعباد على دخولك
  فسوف تجاور الموتى طويلا ... فذرني من قصيرك أو طويلك
  أخي لقد نصحتك فاسمع لي ... وبالله استعنت على قبولك
  ألست ترى المنايا كل حين ... تصيبك في أخيك وفي خليلك
  ٨٢ - أؤمل أن أخلد والمنايا ... تدور علي من كل النواحي
  وما أدري وإن أمسيت يوما ... لعلي لا أعيش إلى الصباح
  ٨٣ - كُلُّ حَيٍّ فَقِصَارَاهُ الأَجَلْ ... لَيْسَ لِلْخَلْقِ بِذَا الْمَوْتِ قِبَلْ
  نُوَبٌ قُلْنَ لِعَادٍ قَبْلَنَا ... آنَ مِنْ ذَاتِ الْعِمَادِ الْمُرْتَحَلْ
  وَاسْتَوَى مِنْ ذَلِكَ الشِّرْبُ الَّذِي ... صَارَ عَلا لِسِوَاهُمْ وَنَهَلْ