رابعا: أشعار في الموت
  أَلْبَسَتْ نَاسًا سِوَاهُمْ حَلْيَهُمْ ... ثُمَّ بَزَّتْهُ فَرَاحُوا بِالْعَطَلْ
  فَكَأَنَّ الدَّهْرَ لَمْ يَجْمَعْ لَهُمْ ... رَغَدَ الْعَيْشِ وَإِعْزَازَ الدُّوَلْ
  فَاسْأَلِ الإِيوَانَ عَنْ أَرْبَابِهِ ... كَيْفَ حَلَّتْ بِهِمْ تِلْكَ الرِّحَلْ
  نَقَلَتْهُمْ عَنْ فَضَاءٍ وَاسِعٍ ... يَسْرَحُ الطَّرْفُ بِهِ حَتَّى يَمِلْ
  نَحْنُ أَعْرَاضُ خُطُوبٍ إِنْ رَمَتْ ... عَادَتِ الأدراع لينا كالحلل
  وإذا ما اختلفت أَسْهُمُهَا ... فَأَصَابَتْ بَطَلَ الْقَوْمِ بَطَلْ
  ٨٤ - قد كَانَ عمرك ميلًا ... فَأصْبح الْميل شبْرًا
  وَأصْبح الشبر عقدا ... فاحفر لنَفسك قبرا
  ٨٥ - أَلا يَا غافلا تحصى عَلَيْهِ ... من الْعَمَل الصَّغِيرَة والكبيرة
  يصاح بِهِ وينذر كل يَوْم ... وَقد أنسته غفلته مصيره
  تأهب للرحيل فقد تدانى ... وأنذرك الرحيل أَخ وجيره
  وَكم ذَنْب أتيت على بصيره ... وعينك بِالَّذِي تَأتي قريره
  تحاذر أَن تراك هُنَاكَ عين ... وَإِن عَلَيْك للعين البصيره
  وَكم من مدْخل لومت فِيهِ ... لَكُنْت بِهِ نكالا فِي العشيره
  وقيت السوء وَالْمَكْرُوه مِنْهُ ... ورحت بِنِعْمَة فِيهِ ستيره
  ٨٦ - جد الزَّمَان وَأَنت تلعب ... والعمر لَا فِي شَيْء يذهب
  كم كم تَقول غَدا أَتُوب ... غَدا غَدا وَالْمَوْت أقرب
  ٨٧ - إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ... ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
  ندمت على أن لا تكون مثله ... وأنك لم ترصد كما كان أرصدا
  ٨٨ - لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ... يبقى الإله ويفنى المال والولد
  لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه ... والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
  ولا سليمان إذ تجري الرياح له ... والإنس والجن فيما بينها ترد
  أين الملوك التي كانت لعزتها ... من كل أوب إليها وافد يفد
  حوض هنالك مورود بلا كذب ... لا بد من ورده يوماً كما وردوا