رابعا: أشعار في الموت
  ١٠٣ - الْمَوْت لَا والدا يبقي وَلَا ولدا ... هُوَ السَّبِيل إِلَى أَن لَا ترى أحدا
  مَاتَ النَّبِي فَلم يخلد لأمته ... لَو خلد الله حَيا قبله خلدا
  للْمَوْت فِينَا سِهَام غير مخطئة ... من فَاتَهُ الْيَوْم سهم لم يفته غَدا
  مَا ضرّ من عرف الدُّنْيَا وغدرتها ... أَلا ينافس فِيهَا أَهلهَا أبدا
  ١٠٤ - يَا عجبا للْأَرْض مَا تشبع ... وكل حَيّ فَوْقهَا يفجع
  ابتلعت عادا فأفنتهم ... وَبعد عَاد أهلكت بتبع
  وَقوم نوح أدخلت بَطنهَا ... فظهرها من جمعهم بلقع
  يَا أَيهَا الراضي بِمَا قد مضى ... هَل لَك فِيمَا قد مضى مطمع
  ١٠٥ - يَا من يَمُوت وَيسْأل ... عَمَّا يَقُول وَيفْعل
  إِن الْمُوكل بالنفوس ... إِذا أَتَى لَا يُمْهل
  وَالنَّار منزل من عصى ... وَالنَّار بئس الْمنزل
  ١٠٦ - غَرَّ جَهُولًا أَمَلُهْ ... يَمُوتُ مَنْ جَا أَجَلُهْ
  وَمَنْ دَنَا مِنْ حَتْفِهِ ... لَمْ تُغْنِ عَنْهُ حِيَلُهْ
  وَمَا بَقَاءُ آخِرٍ ... قَدْ غَابَ عَنْهُ أَوَّلُهْ
  وَالْمَرْءُ لَا يَصْحَبُهُ ... فِي الْقَبْرِ إلَّا عَمَلُهْ
  ١٠٧ - لَيْسَ الغَرِيْبُ غَرِيْبَ الشَّامِ وَاليَمَنِ ... إِنَّ الغَرِيْبَ غَرِيْبُ اللَّحْدِ والكَفَن
  تَمُرُ سَاعَاتُ أَيَّامِي بِلَا نَدَمٍ ... وَلا بُكاءٍ ولا خَوفٍ ولا حَزَن
  سَفَرِيْ بَعِيْدٌ وَزَادِيْ لا يُبَلِّغُنِي ... وَقسْمَتي لم تَزَلْ وَالموتُ يَطْلُبُنِي
  مَا أَحْلَمَ اللهَ عَني حَيْثُ أَمْهَلَنِي ... وَقَدْ تَمَادَيْتُ في ذَنْبِي وَيَسْتُرنِي
  أَنَا الذِي أُغْلِقُ الأَبْوَابَ مُجْتَهِدًا ... عَلَى المعاصِي وَعَيْنُ اللهِ تَنْظُرُنِي
  يا زَلةً كُتِبَتْ يا غَفْلَةً ذَهَبَتْ ... يَا حَسْرَةً بَقِيَتْ في القَلْبِ تَقْتُلُنِي
  دَعْ عَنْكَ عَذْلِي يا مَن كَانَ يَعْذِلُنِي ... لَوْ كُنْتَ تَعْلَمُ مَا بِي كُنْتَ تَعْذُرُنِي
  دَعْنِي أَنُوْحُ على نَفْسِي وَأَنْدِبُهَا ... وَأَقْطَعُ الدَّهْر بالتَّذْكَارِ وَالحَزَن
  دَعْنِي أَسِحُّ دُمُوعًا لا انْقطاع لَهَا ... فَهَل عَسَى عَبْرَةٌ مِنْهَا تُخَلِّصُنِي