العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 470 - الجزء 1

  لَكِن تَمَادِيْكِ مِن أَصْلِ نَشَأتِ بِهِ ... طَعام سُوْءٍ عَلَى ضَعْفٍ يُقَوِّيْك

  وَأَنْتَ يا نَفسُ مَأْوَى كُلِّ مُعْضِلةٍ ... وَكُلُ دَاءٍ بِقلبِي مِن عَوادِيْك

  أَنتِ الطَّلِيْعَةُ لِلشَّيْطَانِ في جَسَدِي ... فَلَيْسَ يَدْخُلُ إِلا مِن نَواحِيْك

  لَمَا فَسَحْتِ بِتَوفِيْرِ الحظُوظِ لَهُ ... أَضْحَى مَعَ الدَّم يَجْرِيْ في مَجَارِيْك

  وَالَيْتِهِ بِقَبُوْلِ الزُورِ مِنْكِ فَلَنْ ... يُوَالِي الله إِلا مَن يُعَادِيْك

  ما زِلْتِ في أسْرِهِ تَهْوِيْنَ مَوْثقَةٌ ... حَتَّى تَلِفْتِ فَأَعيانِي تَلافِيْك

  يَا نَفْسُ تُوبِي إلى الرحمنِ مُخْلِصَةً ... ثم اسْتَقِيْمِيْ عَلَى عَزْمٍ يُنَجِيْك

  واسْتَدِركِي فَارِطَ الأوْقَاتِ واجْتَهِدِيْ ... عَسَاكِ بالصِدْقِ أنْ تَمْحَيْ مَسَاوِيْك

  واسْعَيْ إِلَى البِرَّ والتَّقْوىَ مُسَارِعَةً ... فَرُبَّما شُكِرَتْ يَومًا مَسَاعِيْك

  وَلَنْ يَتِمْ لَكِ الأَعْمَالُ صَالِحةً ... إِلا بِتَركِكِ شَيْئًا شَرّ مَتْرُوْك

  حُبُّ التَّكَاثُرِ في الدُّنْيَا وَزِيْنَتهَا ... فَهْيَ التِي عَن طِلابِ الخَيرِ تُلْهِيْك

  لا تُكْثِريْ الحِرْصَ في تَطْلابِهَا ... دَمٌ لَهَا بِسُيُوفِ الحِرْصِ فَلَكَمْ مَسْفُوْك

  بَل اقْنَعِي بِكَفَافِ الرِّزْقِ رَاضِيَةٌ ... فَكُلَّمَا جَاَز مَا يَكْفِيْكِ يُعْطِيْك

  ثُمَّ اذْكُرِيْ غُصصَ الموتِ الفَظِيْع تَهُنْ ... عَلَيْكِ أَكْدَارُ دُنْيا لا تُصَافِيْك

  وَظُلْمَةَ القَبُرِ لا تَخْشَيْ وَوَحْشَتَهُ ... عِنْدَ انْفِرَادِكِ عَن خِلِ يُوَالِيْك

  ١١٩ - تَنَامُ وَقَدْ أُعِدَّ لكَ السُهَادُ ... وَتُوقِنُ بِالرَّحِيْلُ وَلَيْسَ زَادُ

  وَتُصِبْحُ مِثْلَ ما تُمْسِيْ مُضِيْعًا ... كَأَنَّكَ لَسْتَ تدْرِيْ مَا المُرَادُ

  أَتَطْمَعُ أَنْ تَفُوْزَ غَدًا هَنِيًا ... وَلَمْ يَكُ مِنْكَ في الدُّنْيَا اجْتِهَادُ

  إِذَا فَرَّطْتَ في تَقْدِيمِ زَرْعٍ ... فَكَيْفَ يَكُونُ مِنْ عَدَمٍ حَصَادُ

  ١٢٠ - نَبْنِي وَنَجْمَعُ وَالآثارُ تَنْدَرِسُ ... وَنَأَمَلُ اللُّبْثَ والأعمارُ تُخْتَلَسُ

  ذَا اللُّبِّ فَكِّرْ فَمَا في العَيْشِ مِن طَمَعٍ ... لا بُدَّ مَا يَنْتَهِي أَمْرٌ وَيَنْعَكِسُ

  أَيْنَ المُلُوْكُ وَأَبْنَاءُ المُلوكِ وَمَن ... كانُوا إِذَا النَّاسُ قَامُوا هَيْبَةً جَلَسُوا

  وَمَنْ سُيُوفُهُم في كُلِّ مُعْتَرَكٍ ... تَخْشَى وَدُوْنَهُم الحُجَّابُ وَالحَرَسُ

  أَضْحَوْا بِمَهْلَكَةٍ في وَسْطِ مَعْرَكَةٍ ... صَرْعَى وَصَاُروا بِبَطْنِ الأَرْضِ وانَطَمُسوا