العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 474 - الجزء 1

  وَلاَ تَنْسَ إِذْ تُكْسَى غَدًا مِنْهُ وَحْشَةً ... مَجَالِسُ فِيْهِنَّ العَنَاكِبُ تَنْسِجُ

  وَلاَ بُدَّ مِنْ بَيْتِ انقطاعٍ وَوَحْدَةٍ ... وَإنْ سَرَّكَ البَيْتُ العَتِيْقُ الْمُدَبَّجُ

  أَلاَ رُبَّ ذِيْ طِمْرٍ غَدًا فِي كَرَامَةٍ ... وَمَلْكٍ بِتِيْجَانِ الْهَوَانِ مُتَوَّجُ

  لَعَمْرُكَ مَا الدَّنْيَا بِدَارِ إِقَامَةٍ ... وَإنْ زَخْرَفَ الغَاوُوْنَ فِيْهَا وَزَبْرَجُوا

  ١٢٩ - تَفَكَّرْ فِي مَشِيْبِكَ وَالْمَآبِ ... وَدَفْنِكَ بَعْدَ عِزِّكَ فِي التُّرَاب

  إِذَا وَافَيْتَ قَبْرًا أَنْتَ فِيْهِ ... تُقِيْمُ بِه إلى يَوم الْحِسَاب

  وَفِي أَوْصَالِ جِسْمِكَ حِيْنَ تَبْقَى ... مُقَطَّعَةً مُمُزَّقَةً الإِهَاب

  فَلولاَ القَبْرُ صَارَ عَلَيْكَ سِتْرًا ... لأَنْتَنَتِ الأَبَاطِحُ وَالرَّوَّابِي

  خلقْتَ مِن التُّرَابِ فَصِرْتَ حَيًا ... وَعُلَّمْتَ الفَصِيْحَ مِن الْخِطَاب

  فَطَلَّقْ هَذه الدُّنْيَا ثَلاثًا ... وَبَادْر قَبلَ مَوْتِكَ بِالْمَتَاب

  نَصَحْتُكَ فَاسْتَمَعْ قَوْلِي وَنُصْحِي ... فَمِثْلُكَ قَدْ يُدَلُّ عَلَى الصَّواب

  خُلِقْنَا لِلْمَاتِ وَلَو تُرِكْنَا ... لَضَاقَ بِنَا الفِسْيحُ مِن الرِّحَاب

  يُنَادى فِي صَبِيْحَةِ كل يَوم ... لِدُوْا لِلمَوْتِ وَابْنُوا لِلْخَرَاب

  ١٣٠ - وَمُسْنَدُوْنَ تَعاقَروا كَأْسَ الرَّدي ... وَدَعَا بِشُرْبهُم الحِمَامُ فَأسُرَعُوْا

  بَرَكَ الزَّمانُ عَلَيْهُمُوْ بِجِرَانِهِ ... وَهَفَتْ بِهم رِيحُ الخُطُوب الزَّعْزَعُ

  خُرُسٌ إِذَا نَادَيْتَ إِلَّا أَنَّهُمْ ... وعَظُوْا بِمَا يَزِعُ اللَّبِيْبَ فَأَسْمَعُوْا

  والدَّهْرُ يَفْتِكُ بالنُفُوسِ حَمامُهُ ... فَلِمَنْ تُعَدُّ كَرِيْمَةٌ أَوْ تُجْمَعُ

  عَجَبًا لِمَنْ يُبْقِي ذَخَائِرَ مَالِهِ ... وَيَظَلُّ يَحْفظُهُنَّ وهْوَ مُضَيَّعُ

  وِلِغَافِلٍ وَيَرَى بِكُلِّ ثَنِيَّةٍ ... مُلْقًى لَه بَطْنُ الصَّحَائِفِ مَضْجَعُ

  أَتَراهُ يحْسُب أنَّهُم مَا أسْأَرُوْا ... مِن كَأسِهِ أَضْعَافَ مَا يَتَجرَّعُ

  ١٣١ - لَيتَ شِعري سَاكَن القَبرِ المشِي ... هلْ وَجَدْتَ اليومَ فيهِ مِن مَزيدْ

  وَهَل البَاطنُ فيهِ مثلَ مَا ... هُو في الظَاهرِ تَزويقًا وَشِيدْ

  وَهل المضجَعُ فيهِ ليِّنٌ ... أَو سَعِيرٌ مالها فيه خُمودْ

  وَهَل الأَركانُ فيه بالتُّقى ... نيَّراتٌ أو بأَعمَالكَ السُودْ