العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الموت

صفحة 475 - الجزء 1

  لَيتَ شعرِي سَاكِن القبرِ المُشَيدْ ... أَشقىٌ أَنْتَ فيه أَمْ سَعِيدْ

  أقريبٌ أنت من رَحْمَةِ من ... وَسِعَ العَالمَ إِحسَانًا وُجُودْ

  أم بَعيدٌ أنْتَ مِنهَا فَلَقَدْ ... طُرِقَتْ دَارُكَ بَالويل البَعِيدْ

  ولقد حلَّ بِأرجَائِكَ ما ... ضَاقَ عنه كلُّ ما في ذَا الوُجُودْ

  أيُّها الغَافلُ مِثلِي وإلى ... كَمْ تَعَامَي وتَلَوي وَتَحِيدْ

  أُدنُ فَاقرَأ فوقَ رأسِي أَحرُفًا ... خَرَجَتْ وَيْحَكَ مِن قَلْبٍ عَمِيدْ

  صَرَعَتْهُ فِكرةٌ صَادقةٌ ... وهُمُومٌ كلَّما تَمضِي تَعُودْ

  وَنَدَاماتٌ لأيامٍ مَضَتْ ... هو منها في قِيامٍ وَقُعُودْ

  وغدًا تَرجعُ مِثلِي فاتُّعِظْ ... بي وإِلا فامْضِ وأعمَل ما تُرِيدْ

  قد نَصَحْنَاكَ فإن لم تَرهُ ... سَيَراهُ بَصرُ منكَ حَدِيدْ

  ١٣٢ - وَتُبعثَ عند النَّفخِ في الصُّورِ آمنًا ... من الخَوفِ والتَهديدِ والطُّردِ والخُسر

  وَتُعرضَ مَرفوعًا كريمًا مُبجلاً ... تُبشركَ الأملاكُ بالفوزِ والأجر

  وَترجَحَ عِندَ الوَزنِ أَعمالُكَ التي ... تُسرُّ بها في مَوقفِ الحَشرِ والنَّشر

  وَتَخلُدَ في أَعَلى الجِنَانِ مُنعمًا ... حَظيًّا بقُرب الوَاحدِ الأحدِ الوِتْر

  عَلَيْكَ بِتَوْحِيْدِ الإله فإنَّهُ ... إذا تمَّ فازَ العَبدُ بالقُربِ والأجر

  وخُذْ من عُلومِ الدِّين حظًا مُوفرً ... فبالعِلْمِ تسمُوا في الحَياةِ وفي الحَشر

  وَواظِبْ على دَرسِ القُرآنِ فإنَّ في ... تِلاوتهِ الأَرباحُ والشَّرحُ للصَّدر

  ألا إنَّه البَحرُ المُحيطُ وَغيرهُ ... من الكُتبِ أَنهارٌ تُمدُّ من البَحر

  تَدَبَّر مَعانِيهِ وَرَتِّلْهُ خَاشعًا ... تَفوزُ من الأسرَارِ بالكَنزِ والذُّخر

  وَكُن رَاهبًا عند الوعِيدِ وَرَاغبًا ... إذا ما تَلوتَ الوَعدَ في غَايةِ البِشر

  بعيدًا عن المَنهِي مُجتنبًا لهُ ... حريصًا على المَأمُورِ في العُسرِ واليُسر

  ١٣٣ - كأني بِنفسِي وهي في السَّكراتِ ... تُعالجُ أن ترقَي إلى اللَّهوات

  وَقد زُمَّ رَحْلي واسْتقلَّتْ رَكائبِي ... وقد آذَنَتْني بالرحيلِ حُداتِي

  إلى مَنْزل فيه عذابٌ ورحمُةٌ ... وكمْ فيه من زجرٍ لنَا وعظات