العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في الجنة

صفحة 539 - الجزء 1

  الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً قَدْ أُمِنَ الْعَذَابُ وَانْقَطَعَ الْعِتَابُ وَزُحْزِحُوا عَنِ النَّارِ وَاطْمَأَنَّتْ بِهِمُ الدَّارُ وَرَضُوا الْمَثْوَى وَالْقَرَارَ الَّذِينَ كَانَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا زَاكِيَةً وَأَعْيُنُهُمْ بَاكِيَةً وَكَانَ لَيْلُهُمْ فِي دُنْيَاهُمْ نَهَاراً تَخَشُّعاً وَاسْتِغْفَارًا وَكَانَ نَهَارُهُمْ لَيْلًا تَوَحُّشاً وَانْقِطَاعاً فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمُ الْجَنَّةَ مَآباً وَالْجَزَاءَ ثَوَاباً وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها فِي مُلْكٍ دَائِمٍ وَنَعِيمٍ قَائِمٍ

  ٦ - قال الإمام علي # الجنة دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلَاتٌ وَمَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ لَا يَنْقَطِعُ نَعِيمُهَا وَلَا يَظْعَنُ مُقِيمُهَا وَلَا يَهْرَمُ خَالِدُهَا وَلَا يَبْأَسُ سَاكِنُهَا الْحَالُ وَلَا تَنُوبُهُمُ الْأَفْزَاعُ وَلَا تَنَالُهُمُ الْأَسْقَامُ وَلَا تَعْرِضُ لَهُمُ الْأَخْطَارُ وَلَا تُشْخِصُهُمُ الْأَسْفَارُ.

  ٧ - قال زيد بن علي #: إن الرجل ليسكن في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول، ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبه، وتنظر في وجهه، فخدها أضوأ من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيئ ما بين المشرق والمغرب، فتسلم عليه، فيرد &، ويسألها من أنت؟ فتقول: أنا من المزيد، ويكون عليها سبعون ثوبا، أدناها مثل شقائق النعمان من طوبى، ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك، وإن عليها لتيجانا أدنى لؤلؤة فيها تضيئ مابين المشرق والمغرب. المصابيح.

  ٨ - قال الإمام القاسم الرسي #: فمن كان من أهل الجنة فشاب لا يكبر، وغني لا يفتقر، وقادر لا يعجز، وعزيز لا يذل، وحي لا يموت، في دار قرار، ونعيم مقيم، وسرور وقصور، وأبكار راضية، وقطوف دانية، وأنهار جارية، وملك لا يحد سعته، ونعيم لا تحصى صفته.

  ٩ - قال الإمام الهادي في جوابه عن: متى يعلم العبد أنَّه قد استوجب الجنة من الله سبحانه؟

  والجواب في ذلك إذا علم بحقيقة العلم أنَّه قد أخلص التوبة النصوح إلى الله، وأنه لا يدخل في معصية من معاصي الله، وأنه لا يدع شيئاً من فرض الله، ثم علم أن ذلك منه بإخلاص واستواء، وثبات ونية وتقوى؛ فليعلم عند ذلك أنَّه من المؤمنين، وقد أخبر الله بمحل المؤمنين، فقال سبحانه: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ ١٨ أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ١٩}⁣[السجدة]، فإذا أيقن بذلك من نفسه وعلمه، فليعلم أنَّه قد صار من أهل الجنة، كما ذكر الله في كتابه في هذه الآية التي ذكرنا، والله أعلم.