العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الجنة

صفحة 541 - الجزء 1

  وأَنْهَارُهَا الأَلْبَانُ تَجْري وأَعْسُلٌ ... تَنَاوُلُهَا عَنْدَ الإِرَادَةِ يَسْهُلُ

  بِهَا كُلُّ أَنْوَاعِ الفَوَاكِهِ كُلِّهَا ... وَخَمْرٌ وَمَاءٌ سَلْسَبِيْلٌ مُعَسِّلُ

  يُقَالُ لَهُمْ طِبْتُمْ سَلِمْتُمْ مِن الأَذى ... سَلامٌ عَلَيْكُم بالسَّلامَةِ فادْخُلُوا

  بأَسْبَابِ تَقْوَى اللهِ والعَمَلِ الذي ... يُحبُّ إلى جَنَّاتِ عَدْنٍ تَوَصَّلُوا

  إِذا كَانَ هَذَا ضدهُ هوالجَزَاء ... فَحَقٌ على العَيْنَينِ بالدَّمْعِ تُهْمِلُ

  وَحَقٌ على مَن كَانَ باللهِ مُؤْمِنًا ... يُقَدِّمْ لَهُ خَيْرًا وَلا يَتَعَلَّلُ

  وأَنْ يَأْخُذَ الإِنْسَانُ زَادًا مِن التُقَى ... ولا يَسْأَمِ التَّقْوَى وَلاَ يَتَمَلْمَلُ

  ٢ - فلله مَا فِي حَشْوِهَا من مَسَرَّةٍ ... وأصْنَافِ لَذَّاتِ بِهَا يُتَنَعَّمُ!

  وللهِ بَرْدُ العَيْشِ بَيْنَ خِيَامِهَا ... وَرَوْضَاتِهَا والثَّغْرُ فِي الرَّوْضِ يَبْسِمُ

  فلله وَادِيْهَا الّذي هُوَ مَوْعدُ الْـ ... مَزيْدِ لوَفْدِ الحُبِّ لَوْ كُنْتَ منْهُمُ

  بِذَيَّالِكَ الوَاديْ يَهيْمُ صَبَابةً ... مُحبٌّ يَرَى أَنَّ الصَّبَابَةَ مَغْنَمُ!

  ولله كَمْ مِنْ خِيْرةٍ لَوْ تَبَسَّمَتْ ... أَضَاءَ لَهَا نُوْرٌ مِنْ الفَجْرِ أَعْظَمُ

  فَيَا لَذَّةَ الأبْصَارِ إن هيَ أَقْبَلَتْ ... ويا لَذَّةَ الأَسْمَاعِ حِيْنَ تَكَلَّمُ

  وَيَا خَجْلةَ الغُصْنِ الرَّطيْبِ إذا انثَنَت ... وَيَا خَجْلَةَ البَحْرَينِ حينَ تَبسَّمُ

  فإِنْ كُنْتَ ذَا قَلْبٍ عَلِيْلٍ بحُبِّها ... فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ وَصْلُهَا لَكَ مَرْهَمُ

  وَلاَ سِيَّمَا فِي لَثْمِهَا عنْدَ ضَمِّهَا ... وَقَدْ صَارَ مِنْهَا تَحْتَ جِيْدِكَ مِعْصَمُ

  يَرَاهَا إِذَا أَبْدَتْ لَهُ حُسْنَ وَجْهِهَا ... يَلَذُّ بِهَا قَبْلَ الوصَالِ ويَنْعَمُ

  تَفَكَّهُ مِنْهَا العَيْنُ عِنْدَ اجْتِلائِهَا ... فَوَاكِهَ شَتَّى طَلْعُهَا لَيْسَ يُعْدِمُ

  عَناقِدُ مِنْ كَرْمٍ وَتُفَّاحُ جَنَّةٍ ... وَرُمانُ أغْصَانٍ بِهَا القَلْبُ مُغْرَمُ

  ولِلْوَرْدِ مَا قَدْ أُلْبِسَتْهُ خُدُوْدُهَا ... وللْخَمْرِ مَا قَدْ ضَمَّهُ الرِّيْقُ والْفَمُ

  تَقَسَّمَ مِنْهَا الحُسْنُ في جَمْعِ وَاحِدٍ ... فَيَا عَجَبًا مِنْ وَاحدٍ يَتَقَسَّمُ

  إذَا قَابَلَتْ جَيْشَ الهُمُوْمِ بوَجْهِهَا ... تَوَلَّى عَلَى أعْقَابهِ الَجْيشُ يُهْزَمُ

  فَيَا خَاطبَ الحَسْنَاءِ إنْ كُنْتَ رَاغبًا ... فَهَذا زَمَانُ المَهْرِ فَهْوَ المُقَدَّمُ

  وَلَمَّا جَرَى مَاءُ الشَّبَابِ بغُصْنِهَا ... تَيَقَّنَ حَقًّا أنَّهُ لَيْسَ يَهْرَمُ

  وَكُنْ مُبغضًا للْخَائنَاتِ لحُبِّهَا ... لتَحْظَى بِهَا مِنْ دُوْنِهِنَّ وتَنْعَمُ