العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الجنة

صفحة 547 - الجزء 1

  ٨ - يَا خَاطب الْحَوْرَاء فِي خدرها ... وطالبا ذَاك على قدرهَا

  انهض بعزم لَا تكن دانيا ... وجاهد النَّفس على صبرها

  وجانب النَّاس وارفضهم ... وحالف الْوحدَة فِي ذكرهَا

  وقم إِذا اللَّيْل بدا وَجهه ... وصم نَهَارا فَهُوَ من مهرهَا

  فَلَو رَأَتْ عَيْنَاك إقبالها ... وَقد بَدَت رمانتا صدرها

  وَهِي تماشي بَين أترابها ... وعقدها يشرق فِي نحرها

  لهان فِي نَفسك هَذَا الَّذِي ... ترَاهُ فِي دنياك من زهرها

  ٩ - قد أزلفت جنة النعيم فيا ... طوبى لقوم بربعها نزلوا

  أكوابهم عسجد يطاف بها ... والخمر والسلسبيل والعسل

  والحور تلقاهم وقد كشفت ... عن الوجوه بها الأستار والكلل

  ١٠ - إنَّ الحَدَائِقَ في الجِنَانِ ظَليلَةٌ ... فِيهَا الكَواعِبُ سِدْرُهَا مَخْضُودُ

  ١١ - بِاللهِ مَا عُذْرُ امْرِءٍ هُو مُؤْمِنٌ ... حَقَّا بِهَذَا لَيْسَ بِاليَقْظَان

  بَلْ قَلْبُهُ في رَقْدَة فإذا اسْتَفا ... قَ فَلُبْسُهُ هُو حُلَّةُ الكَسْلان

  تَاللهِ لَوْ شَاقتْكَ جَنَّاتُ النَّعِيْمِ ... طَلَبْتَهِا بِنَفائِسِ الأَثْمَان

  وَسَعَيْتَ جُهْدَكَ في وِصَالِ نَواعِمِ ... وَكَواعِبٍ بِيْضِ الوُجُوهِ حِسَان

  جُلَيَتْ عَلَيْكَ عَرائسٌ وَاللهِ لَوْ ... تُجْلَى على صَخْرٍ مِنَ الصُّوَّان

  رَقَّتْ حَواشِيْهِ وَعَادَ لِوقتِهِ ... يَنْهَالُ مِثْلَ نَقَى مِن الكُثْبَان

  لَكِنَّ قَلْبَك في القَسَاوَةِ جَازَ حَدْدَ ... الصَّخْرِ والحَصْبَاءِ في أَشْجَان

  لَوْ هَزَّكَ الشَّوقُ المُقيمُ وَكُنْتَ ذَا ... حِسٍّ لما اسْتَبْدَلْتَ بِالأَدْوَان

  أَوْ صَادَفَتْ مِنْكَ الصَّفاتُ حَياةَ قَلْـ ... ـبٍ كُنْتَ ذَا طَلَبٍ بِهَذَا الشَّأن

  حُورٌ تُزَفُّ إِلى ضَرِيْرٍ مُقَعَدٍ ... يَا مِحْنَةِ الحَسْنَاءِ بِالعُمْيَان

  شَمْسٌ لِعِنينٍ تَزَفُّ إِليهِ مَا ... ذَا حِيْلَةُ العَنين في الغَشَيَان

  يَا سِلعَةَ الرحمن لَسْتِ رَخِيْصَةً ... بَلْ أَنْتِ غَاليةٌ عَلَى الكَسْلان

  يَا سِلْعَةَ الرَّحمن لَيْسَ يَنَالُهَا ... بِالأَلْفِ إلا واحدٌ لا اثْنَان

  يَا سِلعَةَ الرَّحمن مَاذَا كَفُوْهَا ... إِلا أَوُلُوا التَّقْوى مَعَ الإِيْمَان