العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في الجنة

صفحة 548 - الجزء 1

  يَا سِلعةَ الرَّحمن سُوقُكِ كاسِدٌ ... بين الأَرَاذَلِ سَفْلَةِ الحَيوان

  يَا سِلْعَةَ الرحمن أَيْنَ المُشْتَرِي ... فَلَقَدْ عُرِضتِ بَأيْسرِ الأَثْمان

  يَا سِلْعَةَ الرَّحمن هَلْ مِنْ خَاطِبٍ ... فَالمَهْرُ قَبْلَ الموتِ ذُو إِمْكَان

  يَا سِلْعَةَ الرحمن كَيْفَ تَصبُّر الـ ... خُطَّاب عَنْك وَهم ذَوُو إِيْمَان

  يَا سِلْعَةَ الرَّحمنِ لَولا أَنَّهَا ... حُجِبَتْ بِكُل مَكَارِهِ الإِنْسَان

  مَا كَانَ عَنْهَا قَطُّ مِنْ مُتَخِلفٍ ... وَتَعَطَّلتْ دَارُ الجَزاءِ الثَّانِي

  لَكِنَّهَا حُجِبَتْ بِكُلِّ كَرِيْهَةٍ ... لِيَصُدُّ عَنْهَا المُبْطِلُ المُتَوانِي

  وَتَنَالُهَا الهِمَمُ التِّي تَسْمُو إِلى ... رَبّ العُلَى بِمَشِيْئَةِ الرَّحمن

  ١٢ - خَلِيْليَّ إنَّ المَوْتَ لا شَكَّ نَازِلٌ ... وبَيْنَ الأَحِبَّا لا يَزَالُ مُفَرِّقَا

  فَجُدَّا لِدَارٍ لا يَزْوُل نَعِيْمُهَا ... بِهَا الحُسْنُ واللَّذاتُ والمُلْكُ والبَقَا

  ولُقْيَا حِسَانٍ نَاعِمَاتٍ مُنَعَّمٌ ... بِهِنَّ سَعِيْدٌ سَعْدَ ذَلِكَ مَنْ لَقَا

  كَوَاعِبَ أَتْرَابٍ زَهَتْ فِي خِيَامِهَا ... بِظِلِّ نَعِيْمٍ قَطُّ مَا مَسَّهَا شَقَا

  كَدُرٍّ ويَاقُوتٍ وبَيْضِ نَعَامةٍ ... كَسَاهَا الْبَهَا والنُّوْرُ والحُسْنُ رَوْنَقَا

  تُغَنِّي بِمَا لَمْ تَسْمَع الخَلْقُ مِثْلَهُ" ... وَقَدْ حَبَّرَتْ صَوْتًا رَخِيْمًا مُشَوِّقَا

  غِنَاهُنَّ نَحْنُ الخَالِدَاتُ فَقَطُّ مَا ... نَبِيْدُ وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلاَ شَقَا

  ولا سَخَطٌ والرَّاضِيَاتُ بِنَا الْمُنَى ... فَطُوبِي لِمَنْ كُنَّا لَهُ مِن أُولِي التُّقَى

  ١٣ - قالَ ابنُ عباسٍ وَيُرْسَلُ رَبُنا ... رِيْحَاً تَهُزُ ذَوَائِبَ الأغْصَان

  فَتُثِيْرُ أَصْوَاتَاً تَلَذُ لِمَسْمَعِ الْـ ... إنْسانِ كالنَّغَمَاتِ بالأَوْزَان

  يَا لَذَةَ الأَسْمَاعِ لاَ تَتعَوَّضِي ... بلَذَاذَةِ الأَوْتَارِ وَالعِيْدَان

  أَوْ مَا سَمِعْتَ سَمَاعَهُم فِيْها غِنَا ... ءَ الحُورِ بالأَصْوَاتِ والألْحَان

  وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ فَإنَّهُ ... مُلِئَتْ بِهِ الأُذانِ بالإحْسَان

  وَاهًا لِذَيَّاكَ السَّمَاعِ وطِيْبِهِ ... مِن مِثْلِ أَقْمَارٍ على أَغْصَان

  وَاهًا لِذَيَّاكِ السَّمَاعِ وَلَمْ أَقُلْ ... ذَيَّاكَ تَصْغِيْرًا لَهُ بِلِسَان

  ما ظنَّ سامعُه بِصَوْتٍ أَطْيَبَ الْـ ... أَصْواتِ مِن حُوْرِ الجِنانِ حِسَان