العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

ثالثا: أقوال في العلم

صفحة 69 - الجزء 1

  ٢٨ - قال الإمام القاسم الرسي # في سياق وصيته لابنه محمد #: وعليك بملازمة العلم وطلبه فإنه من أكبر الفرائض، واستعن على ذلك بتقوى الله سبحانه؛ لأن الله تعالى يقول: {إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً} والفرقان: هو العلم والفطنة وتنوير القلب الذي يفرق به بين الحق والباطل، وتقوى الله: هي أن تترك كل حرام وكل مشتبه بالحرام كأكل الشظا لأجل الخلاف، وأن تقوم بكل ما أوجب الله عليك. ومما تستعين به على تحصيل العلم: ترك حب الدنيا والاشتغال بها؛ لأن النبي ÷ يقول: «من اشتدت رغبته في الدنيا أعمى الله قلبه على قدر رغبته فيها. وعليك بالإكثار من الحسنات؛ لأن الله تعالى يقول: {إِنَّ الله مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُون}.

  ٢٩ - روى عن الأصمعي أنَّه قال: رآني أعرأبي وأنا أكتب كل ما أسمع، فقال: ما أنت إلا شبيه الحفظة، تكتب لفْظ اللفَظَة.

  ٣٠ - وحكي عنه أنَّه قال: رآني أعرابي وأنا أطلب العِلْم، فقال لي: يا أخا الحضر، عليك بلزوم ما أنت فيه، فإن العِلْم زين في المجلس، وحلية بين الإخوان، وصاحب في الغربة، ودليل على المروءة، ثم أنشأ يقول:

  وليس أخو علم كمن هو جاهل ... صغيرٌ إذا التفت عليه المحافل

  ٣١ - كل صاحب صناعة لايقدر أن يعمل في صناعته إلا بآلة وآلة الإسلام العلم.

  ٣٢ - يعقوب بن بختان القزاز، قال سمعت بشر بن الحارث يقول: لا أعلم على وجه الأرض أفضل من طلب العلم.

  ٣٣ - عن الحسن: {وِمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً}⁣[البقرة ٢٠١]، قال: الحسنة في الدنيا العلم والعبادة، والحسنة في الآخرة دخول الجنة. أمالي المرشد.

  ٣٤ - لبعض الحكماء: الحكمة غنى لا عدم معه، وسعادة لا يشقى صاحبها.

  ٣٥ - اعلم أن الناس أربعة: رجل آتاه الله علما فنشره في العباد، فهذا معدود في زمرة السابقين، وأهل الوراثة للأنبياء والمرسلين - عليهم صلوات رب العالمين - وهو الذي أراد الله تعالى بقوله: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وبقوله: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ}، وإياه عنى النبي ÷ بقوله: «ستكون فتن يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا إلا من