ثالثا: أقوال في العلم
  يعاقب، ثوابه أو عقابه على غيره من أعماله، ويجزى فيه على ما صار فيما بينه وبين الله من هداه أو ضلاله. والعلم منهما ففرض قدَّمه الله قبل فرض الأعمال، وبه وبما فرض الله منه ما أبان الله به عند المؤمنين فرق بين الحرام والحلال.
  ٢٠ - ابن عباس: ذللت طالباً للعلم فعززت مطلوباً.
  ٢١ - المدائني: قال موسى #، أو داوُد في مناجاته: أي عبادك أقرب إليك بعد النبيين؟ فقال: العلماء الذين يعملون بعلمهم.
  ٢٢ - قال ابن شهاب: ألا تحدثني يا أبا حازم عن شيء بلغني أنك وصفت به أهل العلم وأهل الدنيا؟ قال: بلى، قال: إني أدركت أهل الدنيا تبعاً لأهل العلم حيث كانوا يقضى لأهل العلم بما قسم الله لهم من العلم حوائج دنياهم وآخرتهم، ولا يستغني أهل الدنيا عن أهل العلم لنصيبهم من العلم، ثم جال الزمان فصار أهل العلم تبعاً لأهل الدنيا حيث كانوا، فدخل البلاء على الفريقين جميعاً، ترك أهل الدنيا النصيب الذي كانوا يمسكون به من العلم حين رأوا أهل العلم قد جاءوهم وضيع أهل العلم جسيم ما قسم لهم باتباعهم أهل الدنيا. أمالي المرشد.
  ٢٣ - حماد عن إبراهيم في قول الله تبارك وتعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً}[الأنبياء ٤٧]، قال: يجاء بعمل العبد فيوضع في كفة الميزان فيخف فيجئ شئ كالغمام - وكلمة أخرى سقطت على بعض نقلة الحديث - فتوضع في كفة الميزان فيرجح، فيقال له: أتدري ما هذا؟ فيقول: لا، فيقال: هذا علمك الذي تعلمته وعلمته الناس وعملوا به من بعدك. أمالي المرشد.
  ٢٤ - كان ابن مسعود إذا رأى الشباب يطلبون العلم قال: مرحباً بكم ينابيع الحكمة، مصابيح الظلمة، خلقان الثياب، جدد القلوب، جرس البيوت، ريحان كل قبيلة. أمالي المرشد.
  ٢٥ - أن قوماً تركوا العلم فاتخذوا محاريب وصلوا فيها وصاموا حتى يبس جلد أحدهم على عظمه ثم خالفوا السنة فهلكوا فلا والله الذي لا إله غيره ما عمل عامل قط على جهل إلا كان ما يفسد منه أكثر مما يصلح. أمالي المرشد.
  ٢٦ - لكل شيء دولة حتى أن للجهل دولة على العِلْم.
  ٢٧ - عن عبد الله بن مسعود: إنكم في زمان العمل فيه خيرٌ من العلم، وسيأتي زمان العلم فيه خيرٌ من العمل.