العتبة المنبرية في الأدلة الخطابية،

عبد الله بن يحيى العجري (معاصر)

رابعا: أشعار في العلم

صفحة 99 - الجزء 1

  طَلَبُوهُ فَصَيَّرُوهُ مَعَاشًا ... ثم كادُوا بِهِ الْبَرِيِّةِ كَيْدَا

  ٩٩ - العلم كنز وذخره لا تعادله ... نعم القرين إذا ما عاقل صحبا

  ياجامع العلم نعم الذخر تجمعه ... لاتعدلن به دارا ولا ذهبا

  اشدد يديك به تحمد مغبته ... به تنال الغنى والدين والحسبا

  قد يجمع المرء مالا ثم يسلبه ... عما قليل فيلقى الذل والحربا

  ١٠٠ - العلم زين للرجال مروءةٌ ... والعلم أنفع من كنوز الجوهر

  أأخي إن من الرجال بهيمةً ... في صورة الرجل السميع المبصر

  فطن لكلّ مصيبة في ماله ... وإذا يصاب بدينه لم يشعر

  ١٠١ - وَلَمْ أَرَى لِلْخَلائِقِ مِنْ مُرَبٍّ ... كَعْلْمِ الشَّرْعِ يُؤخَذُ عَنْ ثِقَات

  بِبَيْتِ اللهَ مَدْرَسَةِ الأَوَالَي ... لِمَنْ يَهْوَى العُلُومُ الرَّاقِيَاتَ

  ١٠٢ - وَصْن العُلومَ عن المَطَامِعِ كُلِها ... لتَرى بأنّ العِزَّ عِزَّ اليَأس

  فَالْعِلْمُ ثَوْبٌ والصَّفَاتِ طِرَازهُ ... وَمَطَامِعُ الإِنْسَان كالأدْنَاس

  احْرَصْ عَلَى كُلَّ عِلْمٍ تَبْلُغ الأمَلا ... وَلا تُوَاصِلُ لِعِلْمٍ وَاحِدٍ كَسَلا

  فَالنَّحْلُ لَمَّا رَعَتْ مِنْ كُلَّ فَاكِهَةٍ ... أَبْدَتْ لَنَا الْجَوْهَرَيْنَ الشَّمْعَ والعَسَلا

  الشَّمْعُ باللَّيْلِ نُورٌ يُسْتَظَاء بِهِ ... وَالشَّهْدُ يُبْرِي بإذِنْ البَارِئ الْعِلَلا

  ١٠٣ - فَتَعَلَّمُوا فَالْعِلْمِ مُفْتَاحُ العُلا ... لَمْ يَبْقَ بَابًا لِلسَّعَادَةِ مُغْلَقًا

  ثُمَّ اسْتَمِدُّوا مِنْهُ كُلَّ قُوَاكُمُ ... إنَّ القَوِيَّ بكُلِ أَرْضٍ يُتَّقَى

  ١٠٤ - كَفَى بالعِلم في الظُّلُماتَ نُورٌ ... يُبَيّنُ في الْحيَاةِ لَنَا الأُمُورَا

  فَكَمْ نَالَ الذَّليلُ بِهِ اعْتِزَازًا ... وَكَمْ لَبِسَ الْحَزِينُ بِهِ سُرُورًا

  تَزِيدُ بِهِ الْعَقُول هُدَىً وَرُشْدَا ... وَتَسْتَعْلى النُّفُوسُ بِهِ شُعُورَا

  ١٠٥ - ما لو أعي كلّ ما أسمع ... وأحفظ من ذاك ما أجمع

  ولم أستفد غير ما قد جمعـ ... ـت لقيل هو العالم المصقع

  ولكنّ نفسي إلى كلّ نو ... ع من العلم تسمعه تنزع

  فلا أنا أحفظ ما قد جمعـ ... ـت ولا أنا من جمعه أشبع