[مما هو شبيه بالالتفات وليس منه]
  الأولى: التعبير بواحد من المفرد والمثنى والمجموع عن آخر منها. وهو(١) من أنواع المجاز، بخلاف الالتفات والمسألة الآتية فإنهما حقيقتان.
  مثال المفرد عن المثنى: قول الأعشى [الوافر]:
  فَرَجِّي الخيرَ وانتظري إيابي ... إذا ما القارظ العنزي آبا
  وإنما هما: «القارظان»؛ لأن المثل: «حتى يؤوب القارظان(٢)».
  ومثاله عن الجمع [الطويل]:
  وذبيان قد زَلَّتْ بأقدامها النعلُ(٣)
  أي: النعال.
  ومثال المثنى عن المفرد: {أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ}[ق ٢٤] أي: ألقِ.
  وعن الجمع: {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}[الملك ٤]؛ إذ المراد التكثير، لا مرتان.
  ومثال الجمع عن المفرد: {رَبِّ ارْجِعُونِ}[المؤمنون ٩٩]، أي: ارجعني.
  وعن المثنى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا}[التحريم ٤] أي: قلباكما.
  الثانية: الانتقال من خطاب واحد من الثلاثة إلى آخر منها، مثاله من الخطاب لواحد إلى الاثنين: {لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ}[يونس ٧٨].
  وإلى الجمع: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء}[الطلاق ١].
(١) أي: التعبير المذكور من أنواع المجاز، والعلاقة في كل تركيب ما يناسبه، ففي {ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ}[الملك ٤] العلاقة اللزوم؛ لأن المراد لازم الكرتين وهو التعدد، ثم يصح كونه بمرتبة وبمرتبتين على ما لا يخفى. مخلوف.
(٢) هذا مثل يضرب لمن يغيب ولا يُرجى رجوعه. والقارظان: رجلان خرجا لجمع القرظ فلم يرجعا. لسان العرب مادة «قرظ» بتصرف.
(٣) هذا عجز بيت، وصدره:
تداركتُما عبسًا وقد ثُلَّ عرشها
وهو لزهير بن أبي سلمى، شاعر جاهلي من أصحاب المعلقات السبع.