حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

الباب الثاني: في المسند إليه

صفحة 112 - الجزء 1

  ومثاله من الاثنين إلى الواحد: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى}⁣[طه ٤٩].

  ومثاله من الاثنين إلى الجمع: {أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}⁣[يونس ٨٧].

  ومثاله من الجمع إلى الواحد: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}⁣[يونس ٨٧].

  وإلى الاثنين: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ٣٣ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٤}⁣[الرحمن].

  والنكتة في هذه المسألة كالنكتة في الالتفات.

  قال:

  وَصيغةُ الماضي لآتٍ أَوْردوا ... وَقَلَبوا لِنُكْتَةٍ وَأَنْشَدوا:

  وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجاؤهُ ... كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَماؤهُ

  أقول: من خلاف مقتضى الظاهر: التعبير عن المعنى المستقبل بلفظ الماضي تنبيهًا على تحقق وقوعه، نحو: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ}⁣[النمل ٨٧]، أي: يفزع، ونحو: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ}⁣[النحل ١]، أي: يأتي.

  ومنه⁣(⁣١): التعبير باسم الفاعل أو المفعول نحو: {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ٦}⁣[الذاريات] {ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ}⁣[هود ١٠٣]؛ لأن الوصفين المذكورين حقيقة في الحال مجاز فيما سواه⁣(⁣٢).

  ومن خلاف المقتضى: القلب، وهو أن يجعل أحد جزأي الكلام مكان الآخر، نحو: «عرضت الناقة على الحوض⁣(⁣٣)» أي: أظهرته عليها لتشرب، مكان:


(١) «ومنه» - أي: من خلاف مقتضى الظاهر - التعبير عن المستقبل بلفظ اسم الفاعل أو اسم المفعول.

(٢) أي: في الماضي والمستقبل.

(٣) ومثله قولهم: «أدخلت القلنسوة في الرأس، والخاتم في الأصبع» ونحو ذلك؛ لأن القلنسوة والخاتم ظرف، والرأس والأصبع مظروف. المطول.

=