الباب الثاني: في المسند إليه
  ومثاله من الاثنين إلى الواحد: {قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى}[طه ٤٩].
  ومثاله من الاثنين إلى الجمع: {أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً}[يونس ٨٧].
  ومثاله من الجمع إلى الواحد: {وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}[يونس ٨٧].
  وإلى الاثنين: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ ٣٣ فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ٣٤}[الرحمن].
  والنكتة في هذه المسألة كالنكتة في الالتفات.
  قال:
  وَصيغةُ الماضي لآتٍ أَوْردوا ... وَقَلَبوا لِنُكْتَةٍ وَأَنْشَدوا:
  وَمَهْمَهٍ مُغْبَرَّةٍ أَرْجاؤهُ ... كَأَنَّ لَوْنَ أَرْضِهِ سَماؤهُ
  أقول: من خلاف مقتضى الظاهر: التعبير عن المعنى المستقبل بلفظ الماضي تنبيهًا على تحقق وقوعه، نحو: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ}[النمل ٨٧]، أي: يفزع، ونحو: {أَتَى أَمْرُ اللّهِ}[النحل ١]، أي: يأتي.
  ومنه(١): التعبير باسم الفاعل أو المفعول نحو: {وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ٦}[الذاريات] {ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ}[هود ١٠٣]؛ لأن الوصفين المذكورين حقيقة في الحال مجاز فيما سواه(٢).
  ومن خلاف المقتضى: القلب، وهو أن يجعل أحد جزأي الكلام مكان الآخر، نحو: «عرضت الناقة على الحوض(٣)» أي: أظهرته عليها لتشرب، مكان:
(١) «ومنه» - أي: من خلاف مقتضى الظاهر - التعبير عن المستقبل بلفظ اسم الفاعل أو اسم المفعول.
(٢) أي: في الماضي والمستقبل.
(٣) ومثله قولهم: «أدخلت القلنسوة في الرأس، والخاتم في الأصبع» ونحو ذلك؛ لأن القلنسوة والخاتم ظرف، والرأس والأصبع مظروف. المطول.
=