[البحث الرابع: في تقييد المسند]
  لأغراض تتعلق بذلك(١) كقوله [البسيط]:
  لا يألفُ الدِّرهَمُ المضرُوبُ صُرَّتَنا ... لَكنْ يَمُرُّ عليها وَهوَ مُنطَلِقُ(٢)
  يعني أنَّ الانطلاق من الصرة ثابت للدرهم من غير اعتبار تجدد.
[البحث الرابع: في تقييد المسند]
  قال:
  ....................... ... وَقَيَّدوا كَالفِعْلِ رَعْياً لِلتَّمامْ
  وَتَركوا تَقييدَهُ لِنُكْتَةِ ... كَسُتْرَةٍ أَوِ انْتهازِ فُرْصَة
  أقول: البحث الرابع في تقييده - سواء كان اسمًا أو فعلًا(٣) يعمل عمله - بواحد من المفاعيل الخمسة أو شبهها كالحال والتمييز والاستثناء؛ وذلك لتتميم الفائدة وتقويتها؛ لأنه كلما ازداد خصوصًا زاد بُعدًا عن الاحتمال، وكلما بعد عن الاحتمال قويت الفائدة، فإن قولك: «ضربت زيدًا» أخص من: «ضربت»، وأقوى فائدة، وكذا: «ضربته ضربًا شديدًا» أخص من الفعل وحده؛ لإفادة نوع من الضرب، وقس بقية المقيدات.
  فقوله: (كالفعل) أي: شبه الفعل، أي: الفعل وشبهه، من اسم فاعل، أو مفعول، أو غير ذلك من كل ما يعمل عمله(٤). ولم يبين المقيد به للعلم به من علم النحو، ويستثنى - من شبه(٥) المفعول به - خبر «كان» في نحو: «كان زيد قائمًا»، فإن التقييد به ليس لتمام الفائدة لعدمها بدونه(٦)؛ لأنه هو المسند(٧)، فهو ليس
(١) أي: كما إذا كان المقام يقتضي كمال الذم أو المدح أو نحو ذلك مما يناسبه الدوام والثبات. دسوقي.
(٢) البيت للنضر بن جؤبة. انظر دلائل الإعجاز ص ١٤١ والإيضاح ص ٩٥.
(٣) المناسب تقديم الفعل على الاسم؛ لأنه الأصل في العمل فيحمل عليه غيره كما لا يخفى. مخلوف.
(٤) اسم التفضيل والصفة المشبهة والمصدر وصيغ المبالغة واسم الفعل.
(٥) أي: من حيث الانتصاب.
(٦) إذ لا فائدة في نحو: «كان زيد» بدون الخبر.
(٧) أي: الخبر هو المسند؛ لأن أصل الكلام «زيد قائم».