حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

فصل في مراتب المجاز والكنى

صفحة 188 - الجزء 1

  فيهما من الملزوم إلى اللازم، وهو كدعوى الشيء ببينة، فإن وجود الملزوم⁣(⁣١) يقتضى وجود اللازم؛ لامتناع انفكاك الملزوم عن لازمه. والاستعارة أبلغ من التشبيه؛ لأنها نوع من المجاز، والتشبيه حقيقة، وقد علمت أن المجاز أبلغ منها، والله أعلم.

  * * * * *


(١) أي: الذي هو الملحوظ أولًا، وقوله: «يقتضي وجود اللازم» أي: الذي هو المقصود، وحينئذ فأنت حال الإتيان بالمجاز أو الكناية كأنك قد استدللت على وجود اللازم بوجود ملزومه، فإذا قلت: «زيد طويل النجاد» فكأنك قلت: «زيد وجد طول قامته لوجود طول نجاده»، وإذا قلت: «رعينا الغيث» فكأنك قلت: «رعينا نباتا وجد لوجود الغيث» مخلوف.