[تقديم الشارح]
  جمهور المتكلمين، وهو المراد هنا. وبين (على) و (القرآن): مضاف، وهو «معاني». ومعنى الإقامة على المعاني: الإقامة على التأمل فيها، فإنَّ ذلك هو العروة الوثقى في الوصول إلى حالة يقف دون أولها سليمو العقول، وهو ما أشار إليها بقوله: (مرتقيًا ..) إلخ، وليس مقصوده بِـ: (ما عكف) التقييد، بل المقصود هنا: التأبيد.
  قال:
  هذا وإنَّ دُرَرَ البيانِ ... وغُرَرَ البديعِ والمعانِي
  تهدِي إلى مواردٍ شريفة ... ونُبَذٍ بديعةٍ لطيفة
  مِن علمِ أسرارِ اللِّسانِ العربي ... ودَرْكِ ما خُصَّ بهِ من عجَبِ
  لأنَّه كالروحِ للإعرابِ ... وهْوَ لعِلمِ النحوِ كاللُّباب
  أقول: لفظة (هذا): خبر لمبتدأ محذوف، أي: الأمر هذا، أو: مبتدأ، والخبر محذوف، أي: هذا كما ذكر. وهو(١) للانتقال من كلام إلى آخر. ويسمى الاقتضاب(٢)؛ لعدم الملائمة بين المنتقل عنه والمنتقل إليه، فإن كانت مناسبة سمي تَخَلُّصًا كما يأتي الكلام على ذلك في فن البديع إن شاء الله تعالى.
  والواو في: (وإنَّ) واو الحال. و (درر البيان): أراد بها مسائل علم البيان - المعنيِّ به: إدراك المسائل - على سبيل الاستعارة المصرحة. و (غرر البديع والمعاني): كذلك، نظرًا(٣) للأصل في معنى الغرة. ويحتمل أن يكون المراد بالبيان وتاليَيْهِ: المسائل، فالإضافة من قبيل: «لُجَيْنِ الماء». وسيأتي تحقيق معنى العلم في أول الفن الأول.
  و (تهدي): توصل. والموارد: جمع مورد، مرادًا به: المعنى، سمي بذلك لورود
(١) أي: لفظ «هذا». مخلوف.
(٢) أي: الاقتطاع لكلام آخر. مخلوف.
(٣) حال من فاعل الفعل المحذوف الدال عليه قوله: «كذلك» أي: أراد بها المسائل نظرا ... الخ، أي: ناظرا له حال الإرادة وملاحظا علاقة بينه وبين المراد وهي اشتهار حسن كل. مخلوف.