حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[سبب تأليف الجوهر المكنون]

صفحة 37 - الجزء 1

  بالكناية والتخييلية، بأن جعل الإنسان المضمر المرموز إليه بِـ: (مفيد)، أو التشبيه المضمر في النفس، أو الرجز المدَّعى أنه من أفراد الإنسان المشبه به - استعارة بالكناية على المذاهب فيها، وإثبات اللازم - وهو «مفيد» - استعارة تخييلية.

  و (مهذب) أي: مصفى من شائبةِ ما لا فائدة فيه. و (منقح) بعده: بمعناه. و (سديد): بمعنى أنه لا خلل فيه، وأتى به لدفع توهم خلل في المعنى ناشئ عن الإيجاز الناشئ عن هذه الأوصاف المصرَّح بها فيما بعد، وفيه مدح لتأليفه؛ ليُقبَل فيحصل به النفع. وهذه عادة المصنفين، ولا بأس بذلك لصحة الغرض.

  و (التلخيص): هو مختصر الخطيب القزويني للقسم الثالث من المفتاح للسكاكي. ودرره: مسائله التي يشتمل عليها، فالدرر - أي: الجواهر - أو استعمالها⁣(⁣١) استعارة تصريحية. و (من): تبعيضية. و (جواهراً): معمول لِـ: (ملتقطا). و (بديعة التخليص): حسنته.

  ومعنى البيت: أنه لم يأخذ جميع مسائل التلخيص، وإنما أخذ بعضها. وقوله: (سلكت ما أبدى من الترتيب): يعني أنه رتب مؤلفه ترتيبا مثل ترتيب تلخيص المفتاح. وقوله: (وما ألوت الجهد): أي: ما مَنَعْتُهُ، و (الجُهد) - بالضم -: الطاقة. و (التهذيب): التصفية.

  قال:

  سَمَّيتُهُ بالجوهرِ المكنونِ ... في صَدَفِ الثَّلاثةِ الفنونِ

  واللهَ أرجو أن يكونَ نافِعا ... لكلِّ مَن يقرؤه ورافِعا

  وأن يكون فاتحًا للبابِ ... لجملةِ الإخوانِ والأصحاب

  أقول: ضمير (سميته) يرجع إلى المؤلَّف المفهوم من السياق. وسَمَّى: يتعدَّى


(١) أي: على الخلاف في تعريف الاستعارة هل هي اللفظ المستعمل فيما يشبه بمعناه الأصل، أو استعمال اللفظ فيما ... الخ.