[فائدة]
  {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}[الشمس ١] الخ، فكرر الضمائر، وقال: {رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ}[آل عمران ١٩٤]، وقال: {وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا}[البقرة ٢٨٦]، وقال تعالى في تكرير الإضافات: {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّاء}[مريم ٢] {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ}[آل عمران ١١].
[فائدة]
  ذكر بعض الفضلاء أن من خصائص القرآن أنه اجتمع فيه ثمان ميمات متواليات ولم يحصل بسببها ثقل على اللسان أصلا، بل ازدادت خفة، وذلك في قوله تعالى: {وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ}[هود ٤٨]، فإن التنوين في {أُمَمٍ}، والنون في: {مِّمَّن مَّعَكَ} يدغمان في الميم بعدهما، فيصيران في حكم ميم أخرى، والميم المشددة في: {مِّمَّن} بميمين، وفيه أربع أخر، فهذه ثمانية.
  وقوله: (سلم): أي: خَلُصَ، خبر مبتدأ معلوم من المقام(١)، وهو مؤول بمصدر(٢)، و (من تنافر): متعلق به، أي: والفصاحة في الكلام: خلوصه من تنافر الكلم.
[فصاحة المتكلم]
  قال:
  وذي الكلامِ: صِفةٌ بها يُطيق ... تأديةَ المقصودِ باللفظِ الأنيق(٣)
  أقول: (ذي الكلام): معطوف على الكلام في البيت قبله، أي: والفصاحة في ذي الكلام، أي: صاحبه، وهو المتكلم: (صفة ..) الخ، والمراد بالصفة: الملكة.
  ومعنى البيت: والفصاحة في المتكلم: ملكة يقتدر(٤) بها على التعبير عن المقصود بلفظ فصيح.
(١) وهو الفصاحة. مخلوف.
(٢) أي: من غير سابك. مخلوف.
(٣) قال في القاموس: أنيق كأمير، أي: حسن مُعْجِب؛ لكن أراد به هنا الفصيح.
(٤) عَبَّرَ بالاقتدار ليشمل حالتي النطق وعدمه، فهو فصيح بالفعل أو بالقوة.