الباب الأول: أحوال الإسناد الخبري
  قال:
  بِقَسَمٍ قَدْ إِنَّ لامِ الابْتِدا ... ونُونَيِ الْتَّوْكيدِ وَاسْمٍ أَكِّدا
  والنَّفْيُ كالإثباتِ في ذا الْبابِ ... يَجْري على الثلاثةِ الأَلْقابِ
  بِإِنْ وَكانَ لامٍ أَوْ بَاءٍ يَمينْ ... كَـ «ما جليسُ الفاسقين بالأمين»
  أقول: بَيَّنَ بعض ما يؤكد به الخبر:
  · فالقسم نحو: «والله زيد قائم».
  · و «قد» نحو: «قد قام زيد».
  · و «إنَّ» نحو: «إن زيدًا قائم».
  · و «لام الابتداء» نحو: «لزيد قائم».
  · و «نونا التوكيد» نحو: «ليقومنَّ زيد»، بتشديد النون وتخفيفها.
  · و «الاسم» أي: اسمية الجملة نحو: «زيد عالم».
  فقوله: (بقسم) متعلق بـ (أكدا) آخر البيت، وألِفُهُ: للإطلاق، أو مبدلة من نون التوكيد الخفيفة، أي: أكدنْ بقسم وقد إلى آخر المعطوفات بحرف العطف المحذوف.
  وقوله: (والنفي ...) البيت: يعني أن الخبر المنفي كالخبر المثبت في وجوهه الثلاثة المتقدمة: من التجريد عن المؤكدات في الابتدائي، وتقويته بمؤكد استحسانًا في الطلبي، ووجوب التأكيد بحسب الإنكار في الإنكاري، وفي الإخراج على خلاف مقتضى الظاهر، تقول لخالي الذهن: «ما زيد قائمًا»، وللطالب: «ما زيد بقائم»، وللمنكر: «والله ما زيد بقائم».
  ومن هذه تعلم أمثلة الخروج عن مقتضى الظاهر في النفي.
  و (الألقاب): الأنواع. وقوله: (بإنْ وكان ..) البيت: إشارة إلى بعض مؤكدات الخبر في النفي، وهي:
  · «إن الزائدة» نحو: «ما إن زيد قائم».
  · و «كان» نحو: «ما كان زيد قائمًا».