حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[منظومة الجوهر المكنون]

صفحة 5 - الجزء 1

  كقولنا لعالمٍ ذي غفلةِ: ... الذكرُ مفتاحٌ لبابِ الحضرةِ

  فينبغي اقتصارُ ذي الإِخبارِ ... على المفيد خَشْيةَ الإكثارِ

  فيُخْبِرُ الخالي بلا توكيدِ ... ما لَمْ يَكُنْ في الحُكْمِ ذا تَرْديدِ

  فَحَسَنٌ ومُنْكِرُ الأَخبارِ ... حَتْمٌ له بِحَسَبِ الإنكارِ

  كقوله: {إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ} ... فزاد بعدُ ما اقتضاهُ المنكِرونْ

  لِلَّفظِ الابتداءِ ثمَّ الطلبِ ... ثُمَّتَ الانكارِ الثلاثةَ انسُبِ

  واسْتَحْسِنِ التَّوْكيدَ إِنْ لَوَّحْتَ لَهْ ... بِخَبَرٍ كَسائِلٍ في الْمَنْزِلَةْ

  وألحقوا أَمارةَ الإِنكار بِهْ ... كَعَكْسِهِ لِنُكْتَةٍ لَمْ تَشْتَبِهْ

  بِقَسَمٍ قَدْ إِنَّ لامِ الابْتِدا ... ونُونَيِ الْتَّوْكيدِ وَاسْمٍ أَكِّدا

  والنَّفْيُ كالإثباتِ في ذا الْبابِ ... يَجْري على الثلاثةِ الأَلْقابِ

  بِإِنْ وَكانَ لامٍ أَوْ بَاءٍ يَمينْ ... كَـ «ما جليسُ الفاسقين بالأمين»

  فصل: في الإسناد العقلي

  ولحقيقةٍ مجازٍ وردا ... للعقلِ منسوبين أمَّا المُبتدا

  إسنادُ فِعْلٍ أو مضاهيهِ إلى ... صاحِبِهِ كَـ «فازَ مَن تَبَتَّلا»

  أقسامُه مِنْ حيثُ الاعتقادُ ... وواقعٌ أربعةٌ تفادُ

  والثانِ أَنْ يُسْنَدَ للملابَسِ ... ليسَ لَهُ يُبْنى كَـ «ثوبٍ لابِسِ»

  أقسامُه بِحَسَبِ النَّوْعَيْنِ فيْ ... جُزْأيهِ أَرْبَعٌ بلا تَكَلُّفِ

  وَوَجَبَتْ قرينةٌ لفظيَّةْ ... أَوْ معنَوِيَّةٌ وَإِنْ عادِيَّةْ