حلية اللب المصون بشرح الجوهر المكنون،

أحمد بن عبد المنعم الدمنهوري (المتوفى: 1192 هـ)

[البحث الأول: في حذف المسند إليه]

صفحة 76 - الجزء 1

  والأول معلوم من النحو، وأشار إلى تفصيل الثاني بقوله: (يحذف ..) الخ، فمن مرجحات الحذف:

  العلم بالمسند إليه بالقرينة، كقولك: «عابد»، في جواب من قال لك: «ما حرفة زيد؟».

  ومنها: اختبار تنبه السامع عند القرينة هل يتنبه أم لا⁣(⁣١)؟

  ومنها: اختبار مقدار تنبهه هل يتنبه بالقرائن الخفية أم لا⁣(⁣٢)؟

  ومنها: صحة الإنكار عند الحاجة، نحو: «فاجر فاسق» عند قيام القرينة على إرادة زيد؛ ليتأتى أن تقول: «ما أردت زيدًا بل غيره».

  ومنها: قصد ستره وإخفائه على غير المخاطب من الحاضرين، نحو: «جاء» تريد: زيدًا، لمن عرفه معك.

  ومنها: ضيق الفرصة، وهي المبادرة، أي: ضيق زمانها، كقول الصياد: «غزال»، أي: هذا غزال.

  ومنها: إجلاله وتعظيمه بصونه عن لسانك⁣(⁣٣)، ومنها: تحقيره بصون لسانك عنه⁣(⁣٤).

  ومنها: ضرورة النظم من جهة الوزن⁣(⁣٥)، أو القافية⁣(⁣٦)، وفي معناه⁣(⁣٧): ضرورة السجع⁣(⁣٨).


(١) نحو: «نوره مستفاد من نور الشمس» تريد القمر.

(*) وقوله: «عند القرينة»: أي عند ذكر القرينة.

(٢) نحو: «هو واسطة عقد الكواكب» تريد القمر.

(٣) نحو قولك: «مبلغ الشرائع، فيجب اتباعه» تريد محمدًا ÷.

(٤) أي: رغبة المتكلم في إظهار تحقيره كمن يقول في وصف شخصٍ يرضى الهوان والذل: «يهان ويُذل فلا يغضب».

(٥) كقوله:

قد قال عذولي: فتاك أتى ... فأجبت وقلت: كذبت متى

فقال حبيبك ذو خفر ... وكبير السن فقلت: فتى

فالمسند إليه محذوف لأجل المحافظة على القافية تقديره: متى الإتيان، وهو فتى. دسوقي.

(٦) نحو قول لَبِيْد:

وما المال والأهلون إلا ودائعٌ ... ولا بُدَّ يومًا أن تردَّ الودائعُ

فلو قال: «أن يرد الناس الودائع» لاختلفت القافية؛ لصيرورتها مرفوعة في الأول منصوبة في الثاني.

(٧) أي: النظم. مخلوف.

(٨) نحو: «مَن طابت سريرتُه حُمِدتْ سيرتُه».