[البحث الأول: في حذف المسند إليه]
  والأول معلوم من النحو، وأشار إلى تفصيل الثاني بقوله: (يحذف ..) الخ، فمن مرجحات الحذف:
  العلم بالمسند إليه بالقرينة، كقولك: «عابد»، في جواب من قال لك: «ما حرفة زيد؟».
  ومنها: اختبار تنبه السامع عند القرينة هل يتنبه أم لا(١)؟
  ومنها: اختبار مقدار تنبهه هل يتنبه بالقرائن الخفية أم لا(٢)؟
  ومنها: صحة الإنكار عند الحاجة، نحو: «فاجر فاسق» عند قيام القرينة على إرادة زيد؛ ليتأتى أن تقول: «ما أردت زيدًا بل غيره».
  ومنها: قصد ستره وإخفائه على غير المخاطب من الحاضرين، نحو: «جاء» تريد: زيدًا، لمن عرفه معك.
  ومنها: ضيق الفرصة، وهي المبادرة، أي: ضيق زمانها، كقول الصياد: «غزال»، أي: هذا غزال.
  ومنها: إجلاله وتعظيمه بصونه عن لسانك(٣)، ومنها: تحقيره بصون لسانك عنه(٤).
  ومنها: ضرورة النظم من جهة الوزن(٥)، أو القافية(٦)، وفي معناه(٧): ضرورة السجع(٨).
(١) نحو: «نوره مستفاد من نور الشمس» تريد القمر.
(*) وقوله: «عند القرينة»: أي عند ذكر القرينة.
(٢) نحو: «هو واسطة عقد الكواكب» تريد القمر.
(٣) نحو قولك: «مبلغ الشرائع، فيجب اتباعه» تريد محمدًا ÷.
(٤) أي: رغبة المتكلم في إظهار تحقيره كمن يقول في وصف شخصٍ يرضى الهوان والذل: «يهان ويُذل فلا يغضب».
(٥) كقوله:
قد قال عذولي: فتاك أتى ... فأجبت وقلت: كذبت متى
فقال حبيبك ذو خفر ... وكبير السن فقلت: فتى
فالمسند إليه محذوف لأجل المحافظة على القافية تقديره: متى الإتيان، وهو فتى. دسوقي.
(٦) نحو قول لَبِيْد:
وما المال والأهلون إلا ودائعٌ ... ولا بُدَّ يومًا أن تردَّ الودائعُ
فلو قال: «أن يرد الناس الودائع» لاختلفت القافية؛ لصيرورتها مرفوعة في الأول منصوبة في الثاني.
(٧) أي: النظم. مخلوف.
(٨) نحو: «مَن طابت سريرتُه حُمِدتْ سيرتُه».