المبحث الأول في فوائد التقييد
  ١ - تمييزه بتخصيصه، إن كان نكرة، وتوضيحه إن كان معرفة.
  ٢ - الكشف عن حقيقته، كما يقال: الجسم الطويل العريض العميق يحتاج الى فراغ يشغله، ومنه في غير المسند اليه قول أوس بن جحر التميمي في مرثية فضالة ابن كلدة:
  الألمعي الذي يظن بك المظن ... كان قد رأى وقد سمعا
  فالألمعي هو المتوقد ذكاء وفطنة، ومن لوازمه أنه اذا ظن بك ظنا طابقت فراسته الواقع، وقد روي أن الأصمعي سئل عن الألمعي فأنشد البيت.
  ٣ - التأكيد، نحو: أمس الدابر، وكان يوما عظيما، وعليه قوله تعالى: {تِلْكَ عَشَرَةٌ كامِلَةٌ}(١).
  ٤ - بيان المقصود وتفسيره نحو: {وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ}(٢)، قال في «الكشاف»: فإن قلت: هلا قيل وما من دابة ولا طائر إلا أمم أمثالكم، وما معنى الزيادة؟
  قلت: معنى ذلك زيادة التعميم والاحاطة كأنه قيل: وما من دابة قط في جميع الأرضين السبع، وما من طائر قط في جو السماء من جميع ما يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم محفوظة أحوالها غير مهمل أمرها.
  ٥ - المدح، نحو: حاءني محمد الأديب.
  ٦ - الذم، نحو: سافر إبراهيم الأحمق.
  ويؤكد لاعتبارات، منها:
  (١) تحقيق المراد، بحيث لا يحتمل الكلام غيره، كما تقول: جئت أنا.
  (٢) دفع توهم السامع تجوز المتكلم أو سهوه نحو: قدم صديقك نفسه.
  (٣) دفع توهم عدم الشمول نحو: جاء القوم كلهم، إذ لو قلت: جاء القوم وسكت، لكان يجوز أن يخطر ببال السامع أن بعضهم قد تخلف، إلا أنك لم تعتد به أو جعلت الواقع من البعض كأنه واقع من الجميع، كما يقال للقبيلة:
(١) سورة البقرة الآية ١٩٦.
(٢) سورة الأنعام الآية ٣٨.