علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث الخامس في النهي

صفحة 79 - الجزء 1

المبحث الخامس في النهي

  هو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء، وليس له إلا صيغة واحدة، هي: المضارع، مع لا الناهية، نحو: {وَلا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها}⁣(⁣١).

  ومدلوله طلب الكف عن الفعل فورا كما يستفاد من تتبع فصيح التراكيب، وقد يستعمل منه معان أخرى تفهم بالقرائن من سياق الحديث تجوزا واتساعا في الاستعمال، وأهمها:

  ١ - الدعاء، نحو: {رَبَّنا وَلا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لَنا بِهِ}⁣(⁣٢).

  ٢ - الإرشاد، نحو:

  إذا نطق السفيه فلا تجبه ... فخير من إجابته السكوت

  ٣ - التهديد، نحو: لا تنته عن غيك.

  ٤ - التيئيس، نحو:

  فلا يخدعنك لموع السراب ... ولا تأت أمرا إذا ما اشتبه

  ٥ - الالتماس، نحو:

  لا تطويا السر عني يوم ... نائبة فإن ذلك ذنب غير مغتفر

  ٦ - التمني، نحو:

  أعيني جودا ولا تجمدأ ... ألا تبكيان لصخر الندى

  ٧ - التوبيخ، نحو:

  لا تنه عن خلق وتأتي مثله ... عار عليك إذا فعلت عظيم

  ٨ - التسلية والصبر، نحو: ولا تجزع فإن الله رحيم بعباده.

نموذج

  أذكر ما يراد بصيغ النهي الآتية:

  ١ - {وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْباطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}⁣(⁣٣).


(١) سورة الأعراف الآية ٨٥.

(٢) سورة البقرة الآية ٢٨٦.

(٣) سورة البقرة الآية ٤٢.