علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المحسنات اللفظية

صفحة 354 - الجزء 1

المحسنات اللفظية

الجناس - التجنيس - أقسامه - فائدته

  هو لغة مصدر جانس الشيء الشيء شاكله واتحد معه في الجنس، واصطلاحا تشابه الكلمتين في اللفظ⁣(⁣١) مع اختلاف في المعنى، وينقسم قسمين:

  ١ - تام، وهو ما اتفق فيه اللفظان في أربعة أشياء:

  (أ) هيئة الحروف، أي حركاتها وسكناتها.

  (ب) عددها.

  (ج) نوعها.

  (د) ترتيبها.

  وهو إما مماثل أو مستوف:

  (أ) فالمماثل هو ما كان اللفظان فيه من نوع واحد اسمين أو فعلين أو حرفين كقوله تعالى: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ ما لَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ}⁣(⁣٢)، فالساعة الأولى يوم القيامة والثانية واحدة الساعات.

  وقول محمود سامي البارودي:

  تحملت خرف المن كل رزيئة ... وحمل رزايا الدهر أحلى من المن

  فالمن الأول تعداد الصنائع والنعم نحو: أعطيتك كذا وأحسنت اليك بكذا، والمن الثاني العسل.

  (ب) والمستوفى ما كان اللفظان فيه من نوعين كاسم وفعل، كقول أبي تمام:

  ما مات من كرم الزمان فإنه ... يحيا لدى يحيى بن عبد الله


(١) فيخرج التشابه في المعنى نحو: أسد وسبع، أو في مجرد العدد نحو: ضرب وعلم، أو في مجرد الوزن: ضرب وقتل.

(٢) سورة الروم الآية ٥٥.