علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

المبحث الرابع في التقييد بضمير الفصل

صفحة 133 - الجزء 1

  فالأول يدل على التنقيب من غير مهلة، والثاني مع المهلة، والثالث يفيد ترتيب أجزائه من الأضعف الى الأقوى، أو بالعكس، نحو:

  وكنت فتى من جند إبليس فارتقى ... بي الحال حتى صار إبليس من جندي

  ٣ - الشك من المتكلم اذا كان لا يدري الحقيقة.

  ٤ - التشكيك، أي إيقاع السامع في الشك.

  ٥ - التجاهل، نحو: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}⁣(⁣١).

  ٦ - التخيير أو الإباحة نحو: ليدخل الدار محمد أو علي، والفرق بينهما أنه يجوز الجمع في الإباحة دون التخيير.

  ٧ - رد السامع عن الخطأ في الحكم الى الصواب، نحو: جاءني علي لا خالد لمن اعتقد أن خالدا جاءك دون علي، أو أنهما جاءاك معا.

المبحث الرابع في التقييد بضمير الفصل

  يؤتى بعد المسند اليه بضمير الفصل لأغراض، منها:

  ١ - التخصيص، أي قصر المسند على المسند اليه، إذا لم يكن في الكلام ما يفيد القصر سواه نحو: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ}⁣(⁣٢).

  ٢ - تأكيد التخصيص إذا كان في التركيب مخصص آخر، نحو: {إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ}⁣(⁣٣)، ومنه قول أبي الطيب:

  إذا كان الشباب السكر والشي ... ب همّا فالحياة هي الحمام

  يريد أنه اذا كان الشخص إبان الشباب كالسكران غافلا عن العواقب، وفي الشيب حزينا بسبب ضعفه، فلا خير في الحياة، بل هي الموت.

  ٣ - تمييز الخبر عن الصفة، نحو: الفصيح هو جيد البيان طلق اللسان.


(١) سورة سبأ الاية ٢٤.

(٢) سورة التوبة الاية ١٠٤.

(٣) سورة الذاريات الاية ٥٨.