علوم البلاغة (البيان المعاني البديع)،

أحمد بن مصطفى المراغي (المتوفى: 1371 هـ)

السجع - شروط حسنة - حكمه - أقسامه

صفحة 360 - الجزء 1

  فمشغوف بآيات المثاني ... ومفتون برنات المثاني⁣(⁣١)

  والثامن كقول القاضي الأرجاني:

  أملتهم ثم تأملتهم ... فلاح لي أن ليس فيهم فلاح

  والتاسع كقول البحتري:

  ضرائب أبدعتها في السماح ... فلسنا نرى لك فيها ضريبا

  والعاشر كقول أبي العلاء:

  لو اختصرتم من الإحسان زرتكم ... والعذاب يهجر للأفراط في الخصر⁣(⁣٢)

  والحادي عشر كقول ابن عيينة المهلبي:

  فدع الوعيد فما وعيدك ضائري ... أطنين أجنحة الذباب يضير

  والثاني عشر كقول أبي تمام في مرثية محمد بن نهشل حين استشهد:

  وقد كانت البيض القواضب في الوغى ... بواتر وهي الآن من بعده بتر⁣(⁣٣)

  (تنبيه) تركنا المثل الأربعة الباقية الملحقة بالتجانس التي يجمعها الاشتقاق الأكبر لقلة استعمالها.

السجع - شروط حسنة - حكمه - أقسامه

  هو في المنثور بإزاء التصريع الآتي بيانه في المنظوم، وهو لغة من قولهم:

  سجعت الناقة إذا مدت حنينها على جهة واحدة، واصطلاحا أن تتواطأ الفاصلتان في النثر على حرف واحد.

شروط حسنة

  لا يحسن السجع كل الحسن إلا اذا استوفى أربعة أشياء:

  ١ - أن تكون المفردات رشيقة أنيقة خفيفة على السمع.

  ٢ - أن تكون الألفاظ خدم المعاني، إذ هي تابعة لها، فإذا رأيت السجع


(١) المثاني القرآن، ورنات المثاني أي نغمات أوتار المزامير التي ضم طاق منها الى طاق.

(٢) الخصر: البرودة.

(٣) بواتر جمع باتر، والبتر جمع أبتر أي مقطوع، وقبل البيت:

ثوى في الثرى من كان يحيا به الورى ... ويغمر صرف الدهر نائله الغمر